شاركنا
×

نورة بنت سالمين بن مبروك بيت مبروك

حلويات الباجي

ما أجمل أن ترتبط المهن التي نعمل بها بالموروث الذي انتقل إلينا من آبائنا وأمهاتنا، لنواصل طريقًا بدأوه ونحفظ المهنة من الاندثار وفاءً لهم ولذكراهم، والأجمل أن نواصل العمل بالمهنة ذاتها من أجل إسعادهم والعمل على راحتهم، فالوالدين  يستحقون منا كل تقدير ووفاء. نورة بنت سالمين بيت مبروك صاحبة مشروع حلويات الباجي تعلمت صناعة حلوى  القشاط من والدتها، ثم تولت نورة وأخواتها مهمة صنع حلوى القشاط من أجل تقديمها لوالدتها كونها من أقرب الحلويات إلى نفسها، إضافة إلى بيع الكميات الأخرى للزبائن الذين يتهافتون عليها وخاصة في المناسبات كالأعياد والحفلات.

تقول نورة: “حلوى القشاط الظفاري مشهورة بلذة طعمها، وقد تعلمت صنعتها من والدتي رحمها الله. وفي البداية كنا نصنع القشاط للعائلة بشكل خاص، كما نوفر كميات قليلة للزبائن، وعندما كبرت والدتي وأصبحت لا تستطيع أكل القشاط الصلب فكرنا بطريقة تساعدنا على المحافظة على مكوناته الأصلية وفي نفس الوقت يمكننا تقديمه للوالدة، لذلك قمنا بطحنه وصرنا نصنع ما صار يعرف بقشاط التوفي او القشاط المرن. الجميل أنَ القشاط المرن أعجب جيراننا من كبار السن وصاروا يطلبونه بشكل كبير، وبهذا بدأنا نفكر كيف يمكننا تطوير القشاط الظفاري الصلب المعروف قديمًا”.

بعد وفاة والدتها عزمت نورة وعائلتها المحافظة على صناعة حلوى القشاط الظفاري وفاءً لوالدتها التي علمتها طريقة صنع هذه الحلوى التقليدية، ومن أجل تلبية الطلب الكبير على هذا النوع من الحلوى التي اشتهرت العائلة بصناعتها، قررت فتح محل تجاري خاص ببيع القشاط الظفاري في مدينة صلالة في العام 2013.

تضيف نورة: “قررنا فتح محل تجاري وممارسة هذه الصناعة كمهنة رئيسية لنا واعتبارها مصدرًا لدخل العائلة. ومن أجل ذلك افتتحت مشروع “حلويات الباجي” وتقدمت بطلب قرض بمبلغ 7 آلاف ريال من صندوق سند في ذاك الوقت، واستفدت من المبلغ في دفع بدل إخلاء لأحد المحلات إضافة إلى تجهيزه من حيث الديكورات اللازمة. في البداية كنا أنا و بناتي وولدي وزوجته نتناوب على التواجد في المحل وتولي مهمة البيع للزبائن، ومن ثم قمنا بتوظيف عاملة متفرغة للمحل لمساعدتنا في ترتيب علب القشاط وتغليفها بالشكل الجيد”.

في هذه الأثناء سمعت نورة عبر الإذاعة ببرنامج الدعم المباشر الذي يقدمه مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وفي نفس التوقيت وصلتها رسالة دعوة من غرفة تجارة وصناعة عمان فرع محافظة ظفار لحضور فعالية للتعريف بالبرنامج. وفعلًا قررت التوجه للفعالية والتسجيل كعضوة في مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، كما أكملت استمارة التنافس على عضوية برنامج الدعم المباشر.

تواصل نورة: “بعد تسجيلي كعضوة في مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، ورغبة مني في تحقيق الاستفادة القصوى من المركز من حيث الحصول على الدعم من جميع الجوانب سواء الاستشارات والتوجيه إضافة إلى الدعم المادي أيضًا، تقدمت للتنافس على عضوية برنامج الدعم المباشر، ومع وجود دراسة جدوى مكتملة، ومشروع قائم ويحقق مبيعات جيدة كنت واثقة من أنني أستطيع الحصول على إحدى الفرص العشر المتاحة لعضوية البرنامج، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى تم إبلاغي لاحقًا بأنني كنت ضمن الأعضاء العشرة المختارين لعضوية البرنامج، وهو ما شكل لي فرصة جديدة لتعزيز النمو الذي تحقق لنا عبر تطوير المشروع وبالأسس السليمة المتبعة في عالم الأعمال”.

وبهدف تطوير الصناعة وكسب زبائن جدد، عمدت نورة إلى صنع القشاط بالشوكلاتة ليضاف إلى القشاط الظفاري التلقيدي والقشاط المرن والذي صار يعرف أيضًا بقشاط التوفي، إلى جانب اهتمامها بتجديد عملية العرض وطريقة التغليف ونوع وأشكال المغلفات، وهي تعمل أيضًا على إيجاد أفكار جديدة لتطوير المنتجات. تضيف نورة: “في إحدى الفعاليات التي نظمتها جهة حكومية قمت بتوفير القشاط الظفاري بأنواعه التقليدي والتوفي والشوكلاتة حسب طلبهم، وكان بين الحضور مجموعة من الأوربيين والذين أعجبهم القشاط وأشادوا فيه وأشاروا إلى أن القشاط المرن يشبه التوفي، ومن ذلك اليوم أطلقنا عليه القشاط التوفي، وأنا الآن أبحث عن أفكار جديدة ندخلها في صناعة القشاط”.

وفي ذات الوقت عمل مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على تطوير الهوية التجارية لمشروع حلويات الباجي بحيث تكون أكثر جذبًا للزبائن، كما عمل على تطوير خط الإنتاج عبر البحث عن المعدات الحديثة او المبتكرة اللازمة لتجهيز المحل لمواكبة تطلعات زبائنه وليتماشى مع طرق التسويق المطورة، إضافة إلى زيادة القدرة الإنتاجية للمحل، وتوفير منافذ جديدة للبيع بخلاف محلها الموجود في محافظة ظفار.

معبرة عن شكرها لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على جهودهم تقول نورة: “لقد قام المركز بجهود كبيرة معي، فإلى جانب المنحة المالية والاستشارات وورش العمل التي يقدموها لنا، عملوا معنا أيضًا على تطوير الهوية التجارة للمؤسسة، فلهم كل الشكر نظير جهودهم الجبارة و دعمهم اللامحدود لنا. وأود هنا أن أدعو أصحاب المشاريع الصغيرة للالتحاق بعضوية المركز لما لهذه العضوية من فائدة كبيرة تساهم في تنمية وتطوير المشاريع، كما يتوجب على أصحاب هذه المشاريع أن يركزوا على الإبداع والابتكار في مشاريعهم، وأن يبتعدوا عن الأفكار التقليدية الموجودة في السوق بكثرة”.