شاركنا
×

ناصر بن صالح بن حمد البرومي

برم

خطوة بخطوة                                               

تمكن ناصر بن صالح البرومي من خال النهج الإستراتيجي المتبع من تحقيق حصة سوقية أكبر

يقضي البعض منا الساعات الطوال في مواقع التواصل الاجتماعي بحثًا عن التسلية وربما اكتساب المعلومات ومعرفة الأخبار والتواصل مع الآخرين، بينما البعض الآخر استفاد من هذه المواقع في ممارسة الأنشطة التجارية التي لا تحتاج عادة إلى وجود محل تجاري ثابت. و المميز في القصة التي سنستعرضها في السطور التالية أن صاحبها استلهم فكرة مشروعه مستفيدًا من تعامله مع أحد مربي النحل عبر الفيسبوك.

يقول ناصر بن صالح بن حمد البرومي وهو من سكان ولاية إزكي: “منذ عدة سنوات وأنا متواجد على الفيسبوك ولي مجموعة من الأصدقاء، وكان أحد هؤلاء الأصدقاء مربي نحل عماني وتحدثت معه عن مشروعه، ليخبرني أنه ينتج كميات كبيرة من العسل ولكنه يواجه مشكلة كبيرة في تسويق الكميات المنتجة، فعرضت عليه أن أدخل معه في شراكة لتطوير عملية التسويق بعد أن تأكدت من أمانته ونزاهته وجودة عسله. وقد استفدت من حسابي في الفيسبوك وبدأت أعرض العسل للأصدقاء هناك، وهكذا بدأ المشروع يكبر، والإقبال على المنتجات المعروضة يتزايد، لذلك اقترحت على الأخ صاحب العسل أن أدخل معه في شراكة وبعد الاتفاق بدأت بتسويق هذه المنتجات تحت اسم مؤسستي الخاصة”.

ومع تقدم مشروع ناصر البرومي الذي يصفه بأنه فاق توقعاته، صار ينشد تطوير المشروع أكثر، حيث بات يفكر في فتح محل خاص به، ومن أجل ذلك بدأ في البحث عن الجهات الرائدة التي يمكنها تقديم الدعم المادي والمعنوي للمشروع، وهنا وجد النصيحة من أحد أصدقائه الذي أشار عليه بالتوجه إلى مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة والتسجيل كعضو في المركز، وهو ما حدث فعلًا. “بعد توجهي  لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة وانتسابي كعضو فيه، شرحوا لي فكرة برنامج الدعم المباشر، فهممت للمشاركة في البرنامج والتنافس على الحصول على عضويته. وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى اجتزت جميع المراحل المؤهلة للحصول على العضوية ضمن العشرة المختارين في البرنامج لعام 2017. حصلت في مركز الزبير على الدعم الذي كنت أنشده لتطوير مشروعي، إذ ما كان ينقصني فعلًا هو التوجيه والإرشاد إلى الطرق المثلى التي تضمن لي استدامة المشروع واستمرارية نجاحه على المدى الطويل، إضافة إلى الدعم المادي الذي سيساعدني على افتتاح محل ثابت للمشروع بحسب خطتي الأولية، ولكن ما أن بدأت بالتحاور والالتقاء بالمستشارين بالمركز حتى أدركت بأنني لا أحتاج الى محل خاص لمشروعي ويمكنني الاستفادة من طرق وبدائل أخرى للوصول بمنتجاتي الى الأسواق”.

“ومن ضمن الاستشاراة الاستراتيجية التي حصلت عليها لتطوير مشروعي، عمل المركز معي على عدة محاور تساهم في زيادة فرص دخول منتجاتي للاسواق. وكانت البداية بأن وفر المركز لي تصميمًا للهوية التجارية والعلامة التجارية الخاصة بي “عسل البرومي” كخطوة أولى في بناء الجاهزية التنافسية لمؤسستي ومنتجاتي”. كما قام المركز بالعمل مع ناصر على تجهيز تصاميم جديدة للتغليف تعتمد على الابتكار وبما يلبي احتياجات الزبائن ويتماشى مع مناسباتهم المختلفة، بالاضافة الى تصاميم جديدة للعلب تتماشى مع متطلبات الزبائن من الشركات مثل هدايا كبار الضيوف أو حتى موظفي الشركات نفسها. وتتكامل كافة هذه الجهود  ضمن استراتيجية تسويقية وضعها المركز مع ناصر تتضمن في مراحلها اللاحقة مساعدته في طرح منتجاته في الأسواق الضخمة (الهايبرماركت)”.

ومع زيادة الطلب على “عسل البرومي” وخاصة من محافظة مسقط، واجه ناصر البرومي مشكلة النقل، كون أن تلبية طلبات العملاء بشكل مفرد وبكميات بسيطة قد تكون عملية سهلة في ولاية إزكي، ولكن للطلبات خارج الولاية يتطلب الأمر توفير وسيلة نقل، مما يزيد من التكلفة وبالتالي ارتفاع السعر. وللتغلب على هذه المشكلة أشار فريق مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على ناصر بأن يدخل في شراكات تجارية مع منافذ بيع قائمة بحيث تضيف منتجاته قيمة نوعية الى المعروضات في تلك المحلات مما يسهل ويزيد من فرص بيعها. يقول ناصر: “تواصلت مع أحد الأخوة أصحاب المحلات في مسقط – محل لبيع العود- حول إمكانية التعاون بحيث يخصص لي جزءًا من محله لعرض منتج العسل الخاص بي، وكان تجاوبه أفضل مما توقعت حيث أنه اعتبر ذلك من باب الدعم  لي كمالك لمؤسسة صغيرة، وفي نفس الوقت استفاد هو لاحقًا من زبائني في تنشيط تجارته”.

استمر ناصر في تطوير مشروعه عبر إدخال أفكار جميلة مثل خلط العسل بالمكسرات، والاستفادة من العسل في المخبوزات والمعجنات والبسكويت بدلًا من السكر الأبيض لما للعسل من فوائد جمة بعكس السكر. كما بدأ البرومي بيع زيت الزيتون الأصلي المستورد من فلسطين، وهو بذلك يتجه للتركيز على المواد الغذائية الصحية النافعة للإنسان.

ويكمل البرومي: “أيضا قدم لي مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة فرصة الاستفادة من الاحتكاك المباشر مع النحالين الخبراء لمساعدتي على زيادة المعرفة والخبرة وبناء العلاقات التجارية في هذا المجال، وذلك من خلال دعمهم لي للسفر لحضور المؤتمر والمعرض الدولي السنوي للنحل في تركيا، حيث حققت فائدة كبيرة من هذه المشاركة”. ينصح ناصر البرومي أصحاب المؤسسات الصغيرة بالتوجه إلى مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة وغيره من المؤسسات التي تقدم الدعم المادي والمعنوي لضمان انتهاج أفضل السبل في إدارة المشاريع. “من المهم جدًا أن يحصل رواد الأعمال على الاستشارات وحضور ورش العمل والاحتكاك بالخبراء والمختصين، وكل ذلك سيجدوه في المؤسسات المختصة بتقديم هذه الخدمات، وهناك مؤسسات تقدم هذه الخدمات مجانًا كنوع من الدعم للمؤسسات الصغيرة والتي يأتي على رأسها مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة الذي انتسبت إليه ووجدت منهم كل الدعم الذي احتاجه. كما أود أن أنصح رواد الأعمال بالتحلي بالأمل والطموح والصبر للتغلب على التحديات التي قد تواجهم في مسيرتهم بعالم الأعمال”.