شاركنا
×

ماجد بن سعود بن أحمد البطاشي / محمود بن عبدالله بن راشد العامري

شركة الخدمة لإعادة التدوير

مستقبل مستدام

يتوجه البطاشي والعامري بالنصح لكل من يخطط لافتتاح مشروعه الخاص بالاستفادة من خبرات الآخرين، والأخذ بنصائح الخبراء والاستشاريين قبل بدء المشروع.

في أكتوبر 2014 اشترى ماجد بن سعود البطاشي وشريكه محمود بن عبدالله العامري من بعض أهالي ولاية إبراء بمحافظة شمال الشرقية مصنعًا صغيرًا معني بإعادة تدوير المخلفات، لبدء عملية تطويره وتوسعته ليشمل تجميع مخلفات ورقية وبلاستيكية ومعدنية.

عن مشروعهما يتحدث ماجد: “كنت وشريكي محمود العامري نبحث عن فكرة لمشروع تجاري ناجح، وتصادف أن قام صاحب مصنع تجميع المخلفات في إبراء بعرضه للبيع. أعجبتنا فكرة المشروع كثيرًا حيث أنه  وإلى جانب كونه مشروعًا تجاريًا فهو يساهم بشكل كبير في حماية البيئة ويحافظ على نظافتها وهذا واجب مجتمعي على الجميع العمل على تحقيقه. ولذلك لم نتردد لحظة في شرائه لتكون هذه الخطوة نقطة انطلاق شركة “الخدمة لإعادة التدوير” نحو النجاح الذي نسعى إليه ولذلك  عملنا منذ البداية على تطوير المشروع، والبحث عن عملاء جدد، ومع الجهود التي بذلناها مع فريق العمل بالشركة، تمكنا والحمد لله من تطوير المصنع وزيادة العملاء مما ساهم في زيادة الإيرادات وإن بقت الأرباح في مستويات دون الطموحات”.

في عام 2016 انتسب البطاشي وشريكه العامري لعضوية مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وباشرا بحضور ورش العمل والمحاضرات التي ينفذها، وناقشا مع مستشاري المركز الكيفية التي يمكنهما من خلالها تطوير مشروعهما والتوسع فيه بشكل أكبر. تقدم البطاشي والعامري لعضوية برنامج الدعم المباشر للعام 2017، مستندين على تطور مشروعهما الذي أكمل حينها قرابة الثلاثة أعوام، وهو الأمر الذي ساعدهما  على اجتياز جميع مراحل التقييم ليتم اختيارهما ضمن الأعضاء العشرة في البرنامج للعام 2017، وقد تم اختيارهما للفوز بالمقعد الذي تبنته الشركة العمانية العالمية للتنمية والاستثمار “أومنفيست”. 

عن تلك المرحلة يقول ماجد البطاشي: “لقد بذلنا جهودًا كبيرة من أجل تطوير المشروع، ولكننا كنا بحاجة ماسة للدعم بشقيه المالي والفني، وهو الأمر الذي شجعنا على الانضمام لعضوية مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وهناك استفدنا كثيرًا من الاستشارات التي حصلنا عليها من خبراء المركز، هذا فضلًا عن الاستفادة التي تتحقق من حضور ورش العمل التي يتخللها لقاءات ونقاشات مهمة جدًا مع أعضاء المركز. أما بالنسبة لفوزنا بالمقعد الذي ترعاه شركة أومنفيست في برنامج الدعم المباشر للعام 2017، فإنه يعتبر محطة بارزة في مسيرة  مشروعنا، حيث تم إعداد خطة عمل تطويرية ساهمت في إحداث نقلة نوعية للمشروع”.

قامت شركة أومنفيست بمساعدة البطاشي والعامري على الحصول على قرض تمويلي بتسهيلات جيدة من الشركة الوطنية للتمويل، كما قام مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة بمساعدتهما على الحصول على اتفاقية مع محلات اللولو فرع إبراء ليصبح بذلك لديهما تعاونًا مع فرعين لهذا الهايبر ماركت، حيث سبق لهما عقد اتفاقية مع فرعه في ولاية نزوى. كذلك وبسبب السمعة الجيدة التي اكتسبتها الشركة، والثقة الموضوعة فيها من قبل شركات رائدة كمجموعة أومنفيست، استطاعت شركة “الخدمة لإعادة التدوير” الحصول على الاعتماد الرسمي من قبل الشركة العمانية لخدمات البيئة “بيئة” لتكون إحدى الشركات المصرحة في السلطنة لتجميع بطاريات السيارات المستخدمة. كذلك تم اعتماد “الخدمة لإعادة التدوير” لتكون مؤسسة معتمدة لجمع النفايات القابلة للتدوير لدى شركاء أومنفيست ومجموعة الزبير للسيارات وشركة الواحة للمياه.

يقول عبدالعزيز البلوشي الرئيس التنفيذي لـ أومينفست: “بصفتنا إحدى الشركات القابضة والاستثمارية الكبرى العاملة في السلطنة فإننا نعمل بشكل مكثف على تنمية مختلف الجوانب من أجل ازدهار السلطنة في المستقبل، مع التركيز على تقديم الدعم لرواد الاعمال الطموحين”. وأضاف: “تساهم أومينفست في تقديم حافز لتمكين رواد الاعمال أصحاب المؤسسات الصغيرة من خلال تقديم الدعم والتسهيلات لهم مما يساهم في تحقيق قيمة أضافية للمجتمع المحلي وإيجاد مؤسسات قادرة على النمو والتطور والمساهمة في الاقتصاد الوطني. نحن على يقين بأن هذا الدعم سوف يحدث تاثيرًا إيجابيًا في المجتمع من خلال تعزيز مفهوم تدوير النفايات والاستدامة البيئية، ونحن سعداء بتمويل مشروع ماجد البطاشي ومحمود العامري ونقدر الجهود التي يبذلها مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة في مجال توفير مختلف سبل الدعم والتمكين لأعضائه، مشيرا بأن مركز الزبير اصبح جسرًا أساسيًا يشكل حلقة وصل بين أصحاب المشاريع الصغيرة وصناع القرار في المؤسسات والشركات الكبرى”.

ويضيف ماجد البطاشي: “كان انضمامنا الى برنامج الدعم المباشر مرحلة انتقالية هامة، فإلى جانب تطوير نظام المحاسبة المالية ليكون نظامًا آليًا، وتسديد بعض المستحقات السابقة على المؤسسة، وتطوير نظام الاتصالات  الداخلية، كان الأمر الأهم هو التمويل المرن الذي حصلنا عليه من خلال الشركة الوطنية للتمويل بتسهيل من “أومنفيست” والذي مكننا من شراء شاحنة جديدة مجهزة بأحدث التقنيات في مجال جمع ونقل النفايات بشكل عام ونفايات البطاريات الحمضية على وجه الخصوص. حيث ساهمت هذه الشاحنة في زيادة الطاقة الاستيعابية للشركة من 100 طن إلى 400 طن في الشهر الواحد، وزيادة الكفاءة من حيث الموارد البشرية من 6 موظفين لكل 8 طن إلى موظف واحد لكل 8 طن. هذا بالإضافة إلى تخفيض زمن العمل اللازم من 16 ساعة لكل 8 طن إلى ساعة واحدة لكل 8 طن، حيث كان لدينا شاحنة واحدة فقط إضافة إلى بيك آب”.

كما تم استخدام جزء من المنحة المالية المقدمة من خلال برنامج الدعم المباشر وشركة أومنفيست لتجهيز مكتب جديد للمؤسسة ضمن ساحة تجميع النفايات.

يطمح البطاشي والعامري إلى الوصول إلى أسواق جديدة في خارج السلطنة: “بالتأكيد طموحنا كبير ولن نقف عند مرحلة معينة من التطور. في البداية كان الهم الأكبر هو الوصول إلى العملاء وجمع كميات أكبر من النفايات القابلة لإعادة التدوير، بعدها انتقلنا لمرحلة التصدير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، والآن بدأنا في التفكير بالتصدير لعدة دول أخرى ونعمل بكل جد للبحث عن أسواق جديدة”. وتوجه البطاشي بالنصح لكل من يخطط لافتتاح مشروعه الخاص بالاستفادة من خبرات الآخرين، والأخذ بنصائح الخبراء والاستشاريين قبل بدء المشروع. “وفي هذا الصدد نود أن نشكر القائمين على مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على جهودهم المبذولة لتطوير هذا القطاع وعلى دعمهم الكبير للمشاريع الصغيرة، فهم بحق خير مثال يحتذى به. ونخص بالشكر هنا مجموعة أومينفست على دعمهم المستمر من أجل تطوير مشروعنا وجعله من المشاريع الرائدة في السلطنة والمتخصصة في مجال جمع وتهيئة النفايات، فمبادرتهم تلك هي خير مثال على أهمية دور الشركات الرائدة في تمكين ودعم المؤسسات الصغيرة للحصول على فرص للنمو والتطور”.