شاركنا
×

ناديا بنت سعيد الشامسية

مزاين | 2014

يبدو أن عشق الجمال والتفرد قد ولد معها. أحبت ناديا الشامسية الفن والرسم منذ نعومة أظفارها، وعلى الرغم من دراستها لإدارة الأعمال في جامعة السلطان قابوس وحصولها على درجة البكالوريوس فيه، إلا أن الفن والتصميم ظلا عشقها الدفين حتى العام 2009 حين قررت الشامسية أن تقتحم هذا العالم وتحاول أن تثبت أنها تحمل موهبة أصيلة قابلة للتطور فيما لو وجدت البيئة المثالية لذلك.

بداية ناديا كانت مع تصميم الإكسسوارات، وما لبثت أن غادرته باتجاه الحلي والمجوهرات الأصلية بعد أن خضعت لعدة دورات في مجال صياغة الفضة. الإحساس المرهف الذي ميز هذه الفتاة ساعدها على تذوق الجمال الذي يكتنف المشغولات الفضية التراثية، لكنها عرفت أيضاً أن هذه الحلي ليست ابنة اليوم ولن تلفت انتباه فتيات القرن الواحد والعشرين اللواتي تنتمي إليهن. مشروع ناديا بدأ كما العديد من المشاريع العمانية الصغيرة، من المنزل. علامتها التجارية الأولى أيضاً اتبعت التقليد العماني باستخدام الاسم الشخصي “نادية الشامسية للتجارة”. تشجيع الأهل والأصدقاء دفع بها للاستمرار، ونداء صاحب الجلالة السلطان للاهتمام بالمؤسسات الصغيرة ألهمها أن أمامها مستقبلاً كبيراً ينتظرها.

اكتشف ناديا بإحساسها الفريد مواطن الجمال في التراث العماني، عرفت أنه النبع الذي لا ينضب. اعتزازها وفخرها بهذا التراث العريق جعل منه مادتها وملهمها الدائم. سنوات مرت وناديا تتطور ولكن ببطء، المشروع المنزلي لم يصبح عملاً بالمعنى الحقيقي للكلمة، وعلى الرغم من فوزه بجائزة الرؤية الاقتصادية لأفضل مشروع منزلي للمرأة العمانية، إلا أنه لم يبارح حدود المنزل. الزبائن محدودون ضمن حلقة الأهل والأصدقاء والمعارف، والعلامة التجارية للمشروع ضاعت بين زحمة الأسماء المشابهة .. هنا قررت ناديا زيارة مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة.

منذ اللقاء الأول استشف الخبراء في المركز إمكانية نجاح مشروع ناديا فيما لو امتلكت إلى جانب موهبتها الكبيرة مهارات الإدارة والتسويق التي يحتاجها المشروع. البداية كانت مع بناء الهوية التجارية، عرف الخبراء في مركز الزبير أن لا أفق لنجاح “ناديا الشامسية للتجارة” فهنالك آلاف المشاريع المسجلة بأسماء أصحابها، والحاجة تكمن في علامة تجارية تميز مشروع ناديا عن غيره من المشاريع المماثلة. وهنا كانت ولادة “مزاين”، الاسم العربي العماني الذي يجمع ببراعة بين بعده التراثي ومعناه الجمالي. ساعد المركز ناديا أيضاً على صقل مهاراتها الفنية عبر خضوعها لدورة دبلوم دراسية في تصميم المجوهرات في المملكة المتحدة، والتي عادت منها بشهادة الدبلوم التخصصي في التصميم مع درجة التفوق.

تقول الشامسية: “عرفت منذ البداية أنني في المكان الصحيح، ولذلك عملت بكل جهد على اكتساب ثقة القائمين على المركز وإقناعهم أنني ولدت لأكون رائدة أعمال. التزامي التام أهلني للفوز بعضوية برنامج الدعم المباشر للمركز للعام 2014. اليوم (مزاين) علامة تجارية مستقلة بنفسها وتنتقل بثقة من نجاح إلا آخر. شاركت في معرض روائع الشرق في الشارقة، وحققت نجاحا جيداً، كما شاركت في معرض (Creative Jewellery) في لندن ولفتت انتباه الزوار”.

لناديا اليوم زبائن تزيد أعدادهم يومياً، كما أن الدورات التي تقيمها لتدريب الشباب على تصميم المجوهرات تحظى بنجاح كبير. لقد تجاوزت ناديا المرحلة الأولى والصعبة وبدأت بالفعل تخط طريقها نحو نجاح كبير وتسجل اسمها في قائمة صاحبات الأعمال العمانيات الرائدات.