شاركنا
×

كاذية بنت حامد بن محمد النبهانية

مدرسة جنائن الحمراء الخاصة | 2015

الاستثمار في التعليم أو بالأحرى الاستثمار في الموارد البشرية وإلى جانب جدواه الاقتصادية، يعد عملاً نبيلاً على كافة المستويات. فعندما تقرر المساهمة في بناء الأجيال، فأنت تساهم أيضاً في رفعة بلادك وعظمة شأنها بين الأمم والشعوب، هكذا ترى كاذية النبهانية دورها كمواطنة عمانية تملك من الإصرار الكثير لتقدمه لمستقبل بلادها.

بدأت كاذية رحلتها في عالم الأعمال عبر تأسيس مدرسة خاصة في ولايتها (الحمراء) في العام 2009 تحت مسمى “مدرسة جنائن الحمراء الخاصة” لصفوف الروضة والتمهيدي، حيث تؤمن النبهانية أن البداية تكمن مع الأطفال الذين يبدأون مسيرتهم التعليمية بهذه السن.

استطاعت (جنائن الحمراء) وخلال فترة قياسية أن تصل بسمعتها الطيبة إلى كافة أنحاء الولاية، الأمر الذي انعكس على أعداد الطلاب الذين توافدوا للتسجيل في المدرسة مما تسبب بضغط كبير على كاذية لمواصلة تقديم خدماتها بالجودة المطلوبة.

تقول كاذية: “بعد سنوات قليلة من افتتاح المدرسة بدأَت أعداد الطلبة بالارتفاع فوق قدرتنا الاستيعابية، فضلاً عن ازدياد تعقيد الأمور الإدارية والمالية والتنظيمية، عندها قررت التواصل مع مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة للاطلاع على الخدمات التي يقدمونها وكيف باستطاعتي الاستفادة منها.”

وبفضل كفاءاتها وتميز مشروعها، تم اختيار كاذية لبرنامج الدعم المباشر والذي عمل المركز من خلاله على تعزيز عدد من المهارات الإدارية لكاذية، وباشر بتطوير الهوية التجارية للمدرسة لتتناسب مع متطلبات النمو وتصنيفها المتقدم كواحدة من أفضل المدارس على صعيد الولاية، كما ابتعث المركز النبهانية الى المملكة الأردنية الهاشمية للاطلاع على التجربة في مجال التعليم الخاص عبر زيارة عدد من الصروح التعليمية المعروفة. حيث استفادت كاذية من الاطلاع على أحدث الممارسات التدريسية والاستراتيجيات التعليمية ذات المعايير العالمية، كما قامت أيضا بزيارة بعض المرافق التعليمية للتعرف على أحدث التصاميم المتبعة في هذا السياق، وكان من أهم التجارب التي اطلعت عليها استعراض أساليب العناية الخاصة بالطلاب ذوي الإعاقة وصعوبات التعلم، والأنظمة والطرق المتبعة في هذه المدارس للتعامل مع هؤلاء الطلاب ودمجهم بكل سلاسة مع زملائهم وبناء بيئة داعمة صحية تشجع على قبول الاختلاف وقبول الآخر.

بعد الاستفادة من المنحة المالية الخاصة ببرنامج الدعم المباشر والتي تم استغلالها في زيادة عدد الفصول الدراسية وتعزيز الوسائل التعليمية في المدرسة، وصل عدد القاعات الدراسية في (مدرسة جنائن الحمراء) الخاصة إلى 12 صف تضم بن جنباتها ما يزيد عن 230 طالب وطالبة لتكون بذلك أكبر مدارس الولاية على الإطلاق والتي يسعى الأهالي لإيجاد مكان فيها لأبنائهم لضمان حصولهم على تأسيس علمي وتربوي متميز للمستقبل.

عندما تتحدث مع كاذية النبهانية ستشعر مباشرة أنها فخورة بما فعلت وتفعل، واثقة من نفسها، مؤمنة أنها تحمل أمانة كبرى تتمثل في بناء جيل جديد قادر على إكمال المسيرة الظافرة للسلطنة. تقول كاذية: “لقد استفدت كثيراً من انضمامي لعضوية مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة. أشعر الآن أنني قادرة أكثر على متابعة مشروعي ليصل إلى مستويات غير مسبوقة. أحلم أن أتوسع في تغطية بقية المراحل الدراسية وأن أفتتح فروعا لمدرسة (جنائن الحمراء) في بقية ولايات السلطنة للمساهمة في إتاحة الفرصة للأطفال في كافة ربوع عُمان لتلقي التعليم في بيئة مثالية من كافة النواحي.”