شاركنا
×

محمود بن خميس العريمي

مودي المتحدة – نادي رياضة الكابويرا | 2016

“الكابويرا” فن من الفنون القتالية البرازيلية، إلى جانب كونها أسلوبا حركيا يعمل على تفريغ الطاقة وتهدئة النفس مارسه سكان الغابات في القارة الأفريقية وانتقلت منها إلى البرازيل. من أهم مميزات هذا الفن الدفاع عن النفس، كما تتميز الكابويرا أن لها أغانيها الخاصة وهي أغانٍ شعبية تغنى في البرازيل في المناسبات.

محمود بن خميس بن حميد العريمي صاحب مؤسسة مودي المتحدة تعرف على هذه الرياضة ومارسها أثناء سفره للبرازيل وبعض الدول الأوروبية التي بها مراكز خاصة للتدريب على هذه الرياضة. إعجاب محمود بالكابويرا ساهم في اتخاذه قراراً بفتح مركز خاص للتدريب على هذه الرياضة في السلطنة ليكون أول نادي متخصص في هذا المجال. يقول العريمي: “تساهم رياضة الكابويرا في بعث الروح الإيجابية لدى ممارسيها، وهي تمارس من خلال حلقات جماعية ومع أصوات الموسيقى، وحقيقة أنا أعجبت كثيرا بهذه الرياضة. في البداية سافرت للبرازيل لتعلم هذه الرياضة، كما مارستها في الدول الأوروبية. ثم قررت فتح مركز خاص لتدريب رياضة الكابويرا في السلطنة. ولكونها رياضة جديدة على المجتمع واجهتني كثير من التحديات والصعوبات في البداية، إلا أن الأمور تحسنت تدريجيا مع الوقت. وخاصة مع حصولي على بعض الدعم من وزارة الشؤون الرياضية”.

ضاعف محمود العريمي جهوده من أجل نشر لعبة الكابويرا في عمان، وسعى لإقناع أولياء الأمور بضرورة إشراك أطفالهم في المركز لتعلم هذه الرياضة وذلك لما لها من إيجابيات عديدة خاصة لدى الأطفال، حيث تساهم في تغير سلوكهم وطرق تعاملهم مع الآخرين. وفعلا استطاع العريمي إقناع مجموعة كبيرة من أولياء الأمور، حيث قاموا بإشراك أطفالهم في النادي، وهو ما ساهم في شهرة النادي وبدأ الإقبال عليه يزداد تدريجيا،ً خاصة مع النتائج الإيجابية التي أبهرت أهالي الأطفال المشاركين في المركز.

يقول محمود العريمي: “بدأ الإقبال يرتفع على النادي بعد النتائج الإيجابية على الدفعة الأولى من المنتسبين، وهنا بدأت بالتوجه نحو أولياء أمور الأطفال ذوي الإعاقة مثل أطفال اضطراب التوحد وأولئك الذين يعانون من بعض الصعوبات الحركية من أجل إشراكهم في النادي، حيث أن الكابويرا تًعد من الرياضات التي لها تأثير نفسي وجسدي معاً ويمكن لها أن تساهم في علاج بعض الحالات أو التقليل من آثارها، وكم كانت فرحة الأهالي كبيرة عندما لمسوا التحسن الكبير على أطفالهم.. وعلى سبيل المثال أشير إلى حالة أحد الأطفال الذين تعرضوا إلى حادث سير مما نتج عنه عدم مقدرة الطفل على استخدام أطرافه السفلية لتنتهي حياته جالس على الكرسي المتحرك، وبعد اقتناع أسرته بإحضاره للنادي للتدريب، تحسنت حالته كثيراً، وتمكن من استعادة قدرته على السير جزئياً خلال أشهر قليلة من بدء ممارسة رياضة الكابويرا”.

مع اشتهار نادي رياضة الكابويرا الذي أسسه محمود العريمي وزيادة عدد المشاركين فيه ظهرت حاجة محمود للحصول على الدعم المادي وكذلك الاستشاري وذلك لتطوير المشروع، حيث أن رسوم الاشتراك التي يتقاضاها محمود من المتدربين بسيطة جدا ولا تغطي المصروفات التشغيلية للنادي الذي تأسس أصلا لغاية اجتماعية وليست اقتصادية، في الوقت الذي يحتاج فيه لعدد كبير من الأدوات المكلفة. هذا الأمر جعل محمود يبحث عن جهة تقدم له الدعم وتساعده على وضع خطة العمل التي تضمن له استمرارية المشروع لتحقيق أهدافه المجتمعية مع استدامته اقتصادياً، فتوجه إلى مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة.

عن تلك المرحلة يقول العريمي: “رغبتي في نشر هذه الرياضة في السلطنة جعلتني أنظر إلى النادي على أنه مشروع وطني يخدم المجتمع، وبدون أن أفكر في الحسابات المالية المعقدة، ولذلك قررت أن تكون رسوم الاشتراك في النادي بسيطة جداً وذلك بهدف التشجيع على الانضمام إلينا وتعلم هذه الرياضة. لكن مع زيادة عدد المشركين زادت المصروفات التشغيلية للنادي حيث أن هذه الرياضة تحتاج لنوع خاص من الأدوات التقليدية المصنوعة يدوياً وهي تجلب خصيص من البرازيل. ولذلك كان لا بد من البحث عن جهة تقدم لنا الدعم المادي والفني، ومن أجل ذلك اتجهت إلى مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة وقمت بطلب عضوية المركز”.

ويضيف العريمي: “في مركز الزبير حصلت على الاستشارات اللازمة لتطوير النواحي الإدارية والمالية للمشروع، كما تقدمت لعضوية برنامج الدعم المباشر 2016، والحمد لله فزت بمنحة المقعد المخصص لمشروع الريادة المجتمعية والذي يهتم بتحقيق قيمة مجتمعية ملموسة وقيمة اقتصادية في ذات الوقت لضنمان استدامة المشروع. حيث استفدت من مبلغ منحة البرنامج في شراء مجموعة كبيرة من الآلات المختلفة وبعض الأجهزة الأخرى التي يحتاجها النادي. كما ساعدني مركز الزبير في وضع خطة عمل تضمن لي استمرارية المشروع، وذلك بتحويل فكرة المركز إلى مشروع تجاري مع الحفاظ على الأهداف الرئيسية له وهي تقديم خدمة للمجتمع عبر نشر رياضة الكابويرا ذات الفوائد العديدة”.

قام الفريق المشرف على مشروع محمود العريمي بوضع خطط تطويرية للمشروع وذلك باستحداث أفكار تسويقية جديدة مثل تقديم باقات أو حزم خاصة للشركات والمؤسسات، وتنظيم فعاليات خاصة لموظفي هذه الجهات بهدف تعزيز العلاقات بين موظفيها خارج أوقات العمل، وخلق أجواء شيقة من الترفيه تخفف من ضغوطات العمل لديهم مما يعود بالنفع على جهات العمل نفسها وذلك كنتيجة طبيعية لشعور الموظفين بالحماس والطاقة بعد ممارسة هذه الرياضة. ومن أولى المؤسسات التي وقعت عقداً للحصول على هذه العروض هي مجموعة الزبير، وبعض الشركات الكبيرة. كما تم وضع خطة برامج فعاليات تنظم خصيصاً للمدارس الخاصة. وكذلك تم مخاطبة مستشفى المسرة لمحاولة المساعدة في علاج حالات الإدمان عبر إشراك المدمنين في ممارسة هذه الرياضة.

متوجها بالشكر لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على جهودهم في دعم المشروع يقول محمود العريمي: “استفدت كثراً من الاستشارات التي قدمها لي مركز الزبير ودعمه المتنوع مالياً ومعنوياً، حيث أصبح للمشروع خطة واضحة تساعدني على تحقيق أهدافي لفائدة المجتمع مع الحفاظ على استدامة مشروعي اقتصادياً وهو الأمر الذي لم أكن متمكناً كفاية في السابق على تحقيقه والآن أصبح لدي فهما أفضل حول ماهية مؤسسات الريادة المجتمعية والطرق المثلى لإدارتها”.