معاونة | 2016
بعد أن أمضى أكثر من 10 سنوات من العمل في سلاح الجو السلطاني العماني وتحديداً كمشرف صيانة، قرر علي بن سعيد بن عبدالله الراشدي أن يبدأ مرحلة جديدة من الحياة العملية. حيث التحق بإحدى الشركات العائلية المتخصصة في مجال مقاولات البناء بوظيفة مدير تسويق، ليضيف خبرات أخرى إلى خبراته السابقة، وبعد فترة من الزمن قرر علي بدء مشروعه الخاص، مستفيداً من الخبرات التراكمية التي اكتسبها خلال سنوات عمله السابقة.
قرر علي أن يختار مشروعاً قريباً من مجال الصيانة والذي أمضى فيه سنوات طويلة صقلت من شخصيته في هذا المجال، واكتسب من خلالها خبرة تؤهله لإدارة مشروع في هذا النوع من الأعمال، وهكذا ولدت مؤسسة “معاونة” المتخصصة بمجال صيانة المباني من خلال فرق عمل متنقلة. تهدف المؤسسة إلى تقديم الصيانة الدورية الشاملة في جميع الجوانب التي تحتاج إلى صيانة، بما يشمل السباكة والكهرباء وصيانة وتركيب اجهزة التكييف إلى جانب بعض أعمال النجارة الخفيفة. وتتمحور فكرة المؤسسة حول تقديم خدمات الصيانة الدورية أو الشهرية حسب الفترات المتفق عليها وبناءً على عقود سنوية أو أي فترة يتم تحديدها بين الطرفين دون الحاجة للاتصال لطلب الخدمة، بحيث تكون تكلفة الصيانة موضحة في العقد ويضاف عليها فقط قيمة قطع الغيار التي يتم استبدالها أثناء عملية الصيانة. كذلك تقدم المؤسسة الخدمات المرتبطة بالعقود السريعة لمهمات فردية يتم التنسيق لها من خلال مركز اتصال تابع لمؤسسة معاونة يعمل على تلقي الاستفسارات والطلبات الطارئة.
حول ولادة فكرة المشروع يقول علي الراشدي: “عملي السابق في سلاح الجو السلطاني العماني بقسم الصيانة جعلني أكتسب خبرات جيدة جداً في هذا المجال، وزادت وظيفتي الثانية بمجال مقاولات البناء من هذه الخبرات، حيث أن العمل قريب من الناس والمجتمع المحلي جعلني استشعر حاجة السوق لوجود شركات متخصصة تقدم الصيانة الفورية والدورية الشاملة للمنازل والمكاتب سواء للأفراد أو للمؤسسات بكافة أحجامها وأنواعها. من هنا ولدت فكرة مشروع (معاونة)”.
بدأت “معاونة” بوجود فريق واحد مكون من ثلاثة أفراد يقدم الخدمة لعدد محدود من الجهات، ثم تطور العمل مع مضاعفة جهود التسويق عبر مختلف الطرق المتاحة ليصل مجموع الفرق إلى 3 بمجموع أفراد 13 فرداً. يقول الراشدي: “حاولنا الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي والتي تتيح لك التسويق المجاني بالإضافة إلى ميزة الوصول إلى أكبر عدد ممكن من شريحة الزبائن المستهدفة، كذلك قمنا بتوزيع المنشورات الإعلانية للتعريف بالمؤسسة. ساعدنا هذا الأمر كثيراً في زيادة الطلب على خدمات الصيانة التي تقدمها المؤسسة، وساهم في انتشارنا بشكل ملحوظ. حصلنا على عقود عمل جيدة مع عدة جهات من القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى بعض الأفراد الذين جربوا خدماتنا وقرروا التوقيع معنا بعقود طويلة المدة، وهكذا استطعنا أن ننمو ونتطور”.
بدأت فكرة المشروع تتبلور وتتضح اكبر بالنسبة لعلي الراشدي، ومع تبلور الفكرة واعداد خطة العمل تبين لعلي الراشدي أنه بحاجة إلى الحصول على الدعم المالي حتى يمكنه البدء في التنفيذ. يقول الراشدي: “تقدمت بطلب قرض إلى بعض الجهات التمويلية ولكنهم رفضوا الطلب بحجة صغر حجم السوق الذي أتعامل معه، مما قد يؤدي إلى خسارتي لرأس المال. لم أستسلم أو أشعر بالضعف، بل قررت البحث عن جهات أخرى تقدم لي الدعم بمختلف أنواعه. ومن خلال برنامج إذاعي كان يبث تغطية مباشرة لإحدى الفعاليات المقامة بجامعة السلطان قابوس والتي تناقش أوضاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، سمعت عن مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة. البرنامج استضاف أحد مستشاري مركز الزبير للمؤسسسات الصغيرة، والذي تطرق إلى الخدمات التي يقدمها المركز والأهداف التي تأسس من أجلها، وهنا شعرت بأنني وجدت الطريق الصحيح الذي سيقودني إلى الانطلاق نحو عالم أوسع من الأعمال. وفعلا، توجهت على الفور إلى مكان إقامة الفعالية في الجامعة، والتقيت بمسؤولي مركز الزبير المتواجدين في الفعالية، وتحدثت معهم حول رغبتي في الانضمام إلى المركز، ومن هنا كانت بداية علاقتي بالمركز حيث أصبحت أحد أعضاء مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة. هذا العضوية شكلت علامة فارقة في مسار مشروعي التجاري، حيث أن المرحلة التي تلت ذلك اختلفت كلياً عن المرحلة التي سبقتها”.
أيقن علي الراشدي أنه وصل أخيراً إلى المكان المناسب الذي سيساعده على تطوير مشروعه، فالمركز بدأ بتقديم الاستشارات الضرورية التي يحتاجها المشروع مجاناً كما سهل له المشاركة في المعارض المتخصصة بقطاع المؤسسات الصغيرة، وكانت النقطة الأهم هي مساعدته في الحصول على التمويل الذي يحتاجه عن طريق الحصول على قرض من صندوق الرفد، حيث قدم لهم هذه المرة رؤية واضحة المعالم وخطة عمل تستند إلى أرقام وحقائق مدروسة بدقة وذلك بعد أن وجد الجهة التي تدعمه استشارياً وتساعده على إظهار فرص النمو الكبيرة التي تنتظر مشروعه، مع تأكيد الجدوى الاقتصادية لحاجة السوق لهكذا مشاريع.
وفي تعبير له عن شعوره بالامتنان لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة يقول الراشدي: “لقد قدموا لي في مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة مساعدات كبيرة ساهمت في نجاح مشروع “معاونة” في فترة زمنية قصيرة، حيث ساعدوني في البداية من خلال الاستشارات العديدة التي أفادتني كثيراً في الحصول على قرض عن طريق صندوق الرفد، كما ساعدوني في إنجاز استراتيجية التسويق للشركة وهي التي قادت المشروع للتحول إلى الربحية في فترة وجيزة لم تتعدى ال 4 أشهر، فضلا عن مساعدتي في الحصول على عقود جديدة ومن ضمنها عقود مع بعض شركات مجموعة الزبير، كذلك قاموا بدعوتي مراراً للمشاركة في ورش عمل للتدريب على كيفية التسويق السليم، وطرق التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، هذا بجانب المشاركة في معارض المؤسسات الصغيرة بدعم من المركز، ولا أنسى الدعم الإعلامي الذي يقدمه المركز لنا والذي ساعدنا في الانتشار كثيراً والوصول إلى عدد أكبر من المؤسسات والأفراد؛ كما أن انضمامي إلى برنامج الدعم المباشر واختياري ضمن الفائزين العشرة الذين يتم دعمهم بشكل خاص من خلال عدة خدمات وفرص للتطوير بالإضافة إلى المنحة المالية الخاصة والتي ساعدتنا بشكل كبير في تطوير المشروع، ولا يزال الدعم مستمراً وفي عدة جوانب”.
علي الراشدي يؤمن اليوم بأن مشروعه قد وصل لمرحلة جيدة من الانتشار والسمعة المؤسسية المتميزة، كما أنه يفتخر بوجود كوادر عمانية تتولى مسؤولية الإشراف على مجموعات العمل بالمواقع المختلفة، وهو ينظر للمستقبل بعين يملؤها التفاؤل بأن الغد سيكون أفضل من اليوم، وأن معاونة ستكون من أنجح شركات الصيانة في سلطنة عمان.