شاركنا
×

عالية بنت عبدالله النبهانية

مشاريع الروائع الشامخة | 2016

هي ربة بيت ناجحة، ولكنها شعرت بأهمية أن يكون لها دور آخر تخدم به المجتمع ويساعدها وعائلتها مادياً. فكرت مليا إلى أن توصلت إلى فكرة المشروع الذي أيقنت أنها تستطيع إدارته بطريقة تضمن استمراريته ونجاحه. تحدثت إلى زوجها عن المشروع الذي ترغب في تأسيسه حيث أبدى حماس للفكرة واعداً إياها بالوقوف بجانبها وتقديم كل ما تحتاجه لضمان نجاح المشروع. إنها عالية بنت عبدالله بن حمد النبهانية صاحبة مشروع الروائع الشامخة لتربية الدواجن.

عالية من سكان ولاية نزوى في العام 2013 أسست مشروعها الخاص والذي كان عبارة عن حظيرة دواجن تقليدية صغيرة تنتج شهرياً قرابة 500 دجاجة ) 3 آلاف دجاجة في السنة(، وقد أنشأت الحظيرة في مزرعة والد زوجها. ونظراً إلى الإقبال الكبير الذي لاقاه المشروع لم تكن الكمية المنتجة من الدجاج تغطي إلا نسبة بسيطة من الطلبات، فقررت عالية المضي قدما في توسعة المشروع ليتحول من حظيرة صغيرة إلى مزرعة متكاملة تحوي عدة حظائر لإنتاج الدجاج.

تقول عالية النبهانية: “قررت توسعة المشروع، فقمت باستئجار مزرعة في منطقة الكرشة بولاية نزوى، وأنشأت فيها حظيرتين تنتجان قرابة 5 آلاف دجاجة خلال الدورة الواحدة الممتدة تقريبا لشهرين وهي الفترة التي يستغرقها نمو الدجاجة وصولاً إلى العمر الذي تدخل فيه مرحلة الاستهلاك، ووصلت في الإنتاج إلى قرابة 30 ألف دجاجة سنوياً. في البداية كانت المزرعة تخدم ولاية نزوى، ثم بدأنا في إيصال المنتج إلى ولايتي الحمراء و بهلاء، حيث نقوم بتوصيل الدجاج المذبوح والمنظف إلى المنازل بدون إضافة رسوم توصيل على السعر الأصلي. كما بدأنا مؤخراً بتوصيل بعض الطلبيات إلى محافظة مسقط وبشكل خاص إلى الأهل والأصدقاء والمعارف في بعض ولايات المحافظة”.

مع استمرار الطلب القوي على منتجات المشروع رأت عالية النبهانية ضرورة إجراء توسعة جديدة في المشروع لتلبية الطلبات المتزايدة، ولكنها كانت تشعر أنها بحاجة إلى الدعم الفني والمادي هذه المرة، فالمشروع يحتاج إلى هذين الدعمين للتوسع بطريقة مدروسة وإضافة حظائر جديدة وغيرها، وكذلك فهي تحتاج إلى الاستشارات التي تضمن لها تحقيق نمو المشروع وتحقيق عائد ربحي جيد، وليس فقط تغطية المصاريف التشغيلية والاكتفاء بنسبة ربح بسيطة جداً تكاد لا تذكر كما كان الأمر في مراحله الأولى. لذلك فكرت عالية في اللجوء إلى مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة للتسجيل كعضوة في المركز بهدف الاستفادة من كافة الخدمات التي يقدمها المركز. عن هذه الخطوة تقول عالية النبهانية: “مع إنشائي لمزرعة الدواجن وزيادة الإنتاج إلى قرابة 30 ألف دجاجة سنوياً وجدت أن الإقبال يتضاعف أيضا وأنه يمكنني تطوير المشروع وزيادة الإنتاج، ولكن المصروفات كانت عالية بحيث أن الإيرادات بالكاد تغطيها، وفي هذه الحالة فإن المشروع يكبر فعلا ولكن الأرباح قليلة جداً لذلك فكرت في الحصول على الاستشارات الفنية لتحقيق ربحية أفضل وكذلك مساعدتي في الحصول على التمويل المادي لتطوير المشروع. فتقدمت في 2015 بطلب العضوية إلى مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، كما شجعتني على الانضمام إلى عضوية المركز إحدى الصديقات من عضوات المركز الفائزات ببرنامج الدعم المباشر، وفعلا أصبحت عضوة في المركز وبدأت جني ثمار عضويتي هذه عبر الاستشارات العديدة التي حصلت عليها، ثم تقدمت للمشاركة في برنامج الدعم المباشر 2016 والحمد لله رب العالمين توفقت وكنت أحد الفائزين”.

فوز عالية النبهانية بعضوية برنامج الدعم المباشر 2016 فتح لمشروعها أبواب عدة للتطور والنمو، حيث شملت الخدمات التي حصلت عليها خدمة التدقيق المالي الشامل الذي أكد على قلة الربح المتحقق مقارنة بالمصروفات. هنا بدأت التفكر في إيجاد آلية لتحقق النمو في الإيرادات بدون إضافة مصروفات كثيرة، وبعد عدة دراسات متأنية ارتأت عالية مع فريق مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة الى إنشاء حظيرة ثالثة تنتج كمية كبيرة من الدجاج، وفي نفس الوقت تكون ذات مصروفات أقل، ومن أجل ذلك تم الاستفادة من مبلغ المنحة المالية لبرنامج الدعم المباشر في إنشاء تلك الحظيرة المتطورة.

تقول النبهانية: “فوزي ببرنامج الدعم المباشر 2016 فتح لمشروعي آفاق أوسع للنجاح الحقيقي، وأقول الحقيقية لأن المشروع كان ناجح من ناحية الطلب الكبير على المنتج ولكن من حيث الربح المحقق فهو لم يكن كذلك إذ كان يحقق ربحاً بسيطاً. لذلك كانت رؤية الفريق المشرف على المشروع في مركز الزبير هوالاستفادة من مبلغ المنحة في إنشاء حظيرة ثالثة تكون كبيرة نوعاً ما وذات أنظمة متطورة وعصرية في هذا المجال”. وفعلا أنشأنا الحظيرة وفق معايير متطورة وليست كالحظائر التقليدية السابقة، فالحظيرة الجديدة معزولة حراريا مما يوفر في استهلاك الكهرباء، ويمكن نقلها من مكان إلى آخر حسب الضرورة. كما تم تطبيق نظام الري الآلي الحديث مما يوفر كثيرا في استهلاك المياه، بالإضافة الى نظام تدفئة متطور جداً يحافظ على درجة حرارة معينة داخل الحظيرة طوال أيام السنة”.

الحظيرة الثالثة تنتج قرابة 6 آلاف دجاجة في الدورة الواحدة 36 (ألف دجاجة في السنة) وبالتالي أصبح إجمالي إنتاج المزرعة من الحظائر الثلاث قرابة 66 ألف دجاجة سنوياً، مما ساهم في زيادة الربحية بشكل ملحوظ حيث أن المصاريف الرئيسية الثابتة كإيجار المزرعة لم تتغير.

وبالتوازي مع عمل مركز الزبير وعالية النبهانية على إضافة الحظيرة الثالثة، عمل الفريق على إعداد هوية جديدة للمؤسسة واختيار اسم خاص للمشروع وتجهيز شعار جديد له بهدف مواكبة المرحلة المتقدمة التي وصل إليها.
وحول طموحها تقول عالية: “الحمد لله رب العالمين، استطعت بفضل الله وبفضل الدعم الكبير الذي وجدته من مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة مشاهدة مشروعي يكبر وينمو، ويسرني توجيه كل الشكر والتقدير لفريق العمل بالمركز على دعمهم الكبير.. ولدي طموح كبير في أن يصل إنتاج مشروعي لكافة أنحاء السلطنة ثم نبدأ في التصدير إلى الخارج وخاصة إلى دول مجلس التعاون الخليجي”.