شاركنا
×

الزبير للمؤسسات الصغيرة ينظم جلسة “تجربتي” حول تقييم الحالة الصحية للمشاريع

التاريخ: يوليو 12, 2020

نظم مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة الجلسة الحوارية الشهرية الإفتراضية لمبادرة “تجربتي” لشهر يونيو حول تقييم الحالة الصحية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة بحضور عدد من رواد الأعمال والخبراء من السلطنة ومملكة البحرين. حيث استضافت هذه الجلسة كل من سليمان الحارثي نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة الاعمال بنك عمان العربي، وأحمد خلفان أمين مالي لجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فيما أدارها عادل الحبيشي مستشار أول في مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة.

وناقشت جلسة تجربتي العديد من المواضيع التي تهم ريادة الأعمال السلطنة في ظل الأوضاع الحالية وتشخيص الحالة الصحية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأهمية هذا بالنسبة لرواد الأعمال والقائمين على هذه المؤسسات، ومعرفة المعايير المستخدمة في عملية التشخيص وكيفية الإستفادة منها. وتطرقت الجلسة ايضا إلى العديد من الأمور التي تهم أي مؤسسة بغض النظر عن حجمها ومن أهمها السيولة المالية وهي أحدى العوامل الرئيسة في تقييم السلامة المالية الاساسية للمشروع وتعرف بمقدار النقد والاصول القابضة لتحويلها بسهولة الى نقد لإدارة إلتزامات الديون قصيرة المدى. وبعدها تم التطرق الى الملاءة المالية وهي شبيهة لحد ما بالسيولة المالية ولكنها تعني قدرة المشروع على الوفاء بالإلتزامات المالية بشكل مستمر وعلى المدى البعيد.

وسلطت الجلسة الضوء ايضا على موضوع الكفاءة التشغيلية للمشروع والذي يعتبر مفتاح النجاح المالي لأي مشروع حيث أن هامش التشغيل الخاص به هو أفضل مؤشر للكفاءة ولا يشير هذا المقاس الى هامش الربح التشغيل الاساسي للشركة فقط بعد خصم التكاليف المتغيرة لانتاج وتسويق منتجات الشركة وبالتالي يكون مؤشر على جودة ادارة المشروع للتحكم بالتكاليف. كما وتمت مناقشة صافي الربحية والذي يساعد الشركات أن تستمر لسنوات وتكمل دون ربحية بناءً على علاقاتها مع المستشاريين والدائنيين ولكن من أجل البقاء على المدى الطويل.

كما ناقشت الجلسة اهمية واقعية خطة العمل حيث ان معايير التقييم تبدأ منها، وأن معايير التشخيص للحالة الصحية للمشاريع تساهم في التحقق من فعالية الاستراتيجيات المتبعة والعمليات التنفيذية للمشروع وليس فقط نجاحه وكل منظمة اي كان حجمها صغيرة أو كبيرة يجب ان يكون لديها آليات لتشخيص الحالة الصحية للمشروع والطريقة الوحيدة لتقييم فعالية هذه الاعمال هي من خلال التشخيص حيث يسمح بالتشخيص للمدراء التنفيذيين لمعرفة ماذا يعمل وما يلزم تعديله أو إزالته تمامآ من النظام. التشخيص يساهم في توضيح لمستوى أداء المشروع ويعرف على نقاط القوة والضعف وأيضا يسهل معرفة المخاطر المحتمل مواجهتها مستقبلآ ومعرفة الفرص المخبأة والتي من الممكن استغلالها لصالح المشروع ويساعد على تطوير أهداف المشروع ويساعد على ايجاد الفجوات في مهارات الموظفين لانه الموظف أحدى الاسباب الرئيسة في نجاح أوفشل أي مشروع بالاضافة لتطوير علاقات الموظفين وتحفيزهم. لأن خبرة الموظف لها دور أساسي ايضا في إنجاح إو إفشال أي قرار مستقبلي للشركة.

وتأتي هذه الجلسة الخاصة ضمن مبادرات جلسة “تجربتي” الحوارية الشهرية التي ينظمها مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة منذ ما يقارب من خمس سنوات، حيث قام المركز خلال الفترة الأخيرة بتنظيم عدة جلسات إفتراضية لمناقشة موضوع  كوفيد-19 والأثار المترتبة على المشاريع الصغيرة والمتوسطة استضاف خلالها مجموعة من رواد الأعمال والمهتمين والخبراء من السلطنة والدول المجاورة، وتمت مناقشة العديد من المواضيع التي تهم ريادة الأعمال في ظل إنتشار وباء كورونا كوفيد-19، ومن ضمنها الاستعدادات لما بعد كوفيد-19 والتحديات التي تواجهها المؤسسات الصغيرة بسبب الجائحة وكيفية التعامل معها كل بحسب نوعية المشاريع والقطاعات التي يعملون بها، وأهمية أستخدام منصات البيع الالكتروني في استدامة المشاريع وتوسيع فرص البيع وذلك بإستخدام نفس الموارد من أجل الوصول الى شريحة أكبر من العملاء.

وخلال الجلسة أكد المتحدثون الضيوف على أن من أهم محاور تشخيص صحة المشاريع هو أن تكون خطة العمل لدى الشركات بكافة أحجامها تواكب الواقع وتتم مراجعتها وتعديلها باستمرار للوصول الى خطة تحقق النجاح المرجو، بالإضافة الى أهمية الانضباط المالي والالتزام بمعايير محددة للإدارة المالية في الشركات. كما شددوا على أن السيولة المالية تعد من أهم الأمور في أي مؤسسة وبالتالي عندما تكون خطة العمل قد تم اعدادها بشكل جيد ويحاكي الوضع السائد في الاسواق، ستكون التدفقات المالية مدروسة بحسب تلك الخطة مما يساهم في استدامتها. وخلال مناقشة أدوات تقييم أداء المشاريع، أشار المتحدثون الى بعض المؤشرات الهامة مثل نسبة العائد على الاستثمار، ونسبة التكاليف الى الأيرادات والتي تعد مؤشرات مهمة تساعد على نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عند إحساد إدارتها ومتابعتها.

وتعليقا على الجلسة الحوارية أفاد سليمان الحارثي نائب الرئيس التنفيذي ورئيس مجموعة الاعمال في بنك عمان العربي: “بعد شكري وتقديري علي استضافتي في هذا البرنامج المثري، في البداية اتقدم بالشكر والتقدير للقائمين علي هذا البرنامج المهم كثيرا من جانبين: اولا، فور ما تلقيت الدعوة للمشاركة راجعت مراجعي حتى اتثقف حول امور تتعلق بالمشاريع التجارية وما يساعدها على تخطي الصعوبات، فوجدتها مهمة جدا خاصة في هذه الظروف التي نمر بها. فبما اننا مقرضين للمشاريع فمن المهم جدا ان نعرف واقع حال الاعمال. من ناحية اخرى تكمن اهمية هذا البرنامج بانه جمع نخبة من المتمرسين من البحرين ومن السلطنة والذين لم يتعلم منهم اصحاب الاعمال فحسب، بل أنا أيضا تعلمت منهم الكثير. اما عن الاسئلة التي طرحت لي فاجد ان اهم شيء في العمل التجاري ان يقوم على اسس وقواعد تجارية متينة كدراسة جدوى واقعية تتم مراجعتها عدة مرات لتواكب توقعات السوق. اما الشيء الثاني المهم هو الاقراض الكبير، حيث اجد ان نسبة الاعمال التي تنجح اكثر هي التي تبدأ باقل القروض ونسبة التي تتعثر اكثر هي التي لديها قروض كثيرة، طبعا هناك ايضا خبرة انجاز المشاريع. فقد يتبادر للشخص بان مشروع ما سهل انجازه ولا يتطلب الخبرة ولكنه يتفاجأ بعد البدء ان هناك خبايا كثيرة جدا كان يجدر معرفتها مسبقا”.

ومن جهته قال أحمد خلفان أمين مالي لجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: “نعلم جيدا مدى تاثير كوفيد-19 على صحة الإنسان، ولكن ايضا تاثيره كبير على الشركات الصغير والمتوسطة والكبيرة، فالوضع الإقتصاي في الوقت الحالي صعب جدا ولكن لا بد من التكيف وتقليل الخسائر والمحافظة على الإنفاق إلا في الضرورة والبحث عن الفرص وتعديل المسار، مشيرا بأن  على رائد الأعمال ان يكون متفائلا، وان يخطط بناء على المعطيات على ارض الواقع، فالجائحة ما زالت مستمرة وعلى الشركات ان تتكيف مع الوضع الجديد والإستثنائي من خلال تشخيص الوضع الحالي وإعداد أستراتيجية وخطة واضحة للحفاظ على  المشروع واستغلال موارده لظهور بشكل أقوى بعد كوفيد-19”.

ومن جانبه قال عادل الحبيشي مستشار أول في مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة: بأن موضوع الحالة الصحية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة تعتبر من المواضيع المهمة لرواد الأعمال لانه يسلط الضوء على مستقبل المشروع التجاري ويساعد على مواجهة المتغيرات و المستجدات التي تحدث في السوق،  حيث تكمن اهمية معرفة الحالة الصحية للمشروع في ان نكون على علم ومعرفة تأمة بنقاط القوة والضعف للمشروع كما يمكننا تحديد التحديات والمخاطر التي من الممكن ان نواجهها في المستقبل القريب او البعيد كما انها ستعرفنا على الفجوات في المشروع.