التاريخ: ديسمبر 21, 2020
نظمت منظمة الأغذية و الزراعة للأمم المتحدة (الفاو) بالتعاون مع مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة جلستي حوار حول ” تعزيز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في النظم الغذائية في سلطنة عُمان” بتاريخي 8 و 15 ديسمبر وبمشاركة العديد من الجهات من القطاعين العام والخاص و المعنيين من المزارعين و ممثلي من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذلك الأكاديمين و الخبراء المتخصصيين في مجال التغذية.
تأتي هذه الجلسات الحوارية في إطار التعاون المشترك بين “الفاو” و مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة. استعرضت الجلستين محاور تغطي المواضيع المتعلقة باستدامة النظم الغذائية وجعلها أكثر صموداً وصلابة ، و تعزيز العلاقة وإنشاء قنوات تواصل بين مختلف القطاعات في مجال الزراعة و الصحة والأغذية.
ان النظم الغذائية المستدامة هي النظم التي تحقق الأمن الغذائي وتعزز التغذية للجميع بطريقة لا تتعارض مع الأسس الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، بحيث تكون هذه النظم مربحة وذات إستدامة إقتصادية، وفوائد واسعة النطاق للمجتمع ، وأن يكون لها تأثير إيجابي على البيئة. وكل هذا سيساهم في تحقيق الأهداف المحددة في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ركزت الجلسات على أهمية خلق بيئة ممكنة للنظم الغذائية المستدامة و أهمية الابتكارات في القطاع الغذائي, بالاضافة الى الدور الأساسي الذي يلعبه صغار المنتجين و منظماتهم و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في هذا المجال.
تمحورت الجلستين حول مفاهيم و ابعاد النظم المستدامة الثلاث (سلاسل الامدادت, البيئة التغذوية و سلوكيات المستهلك) و أهمية الحوار المتعدد القطاعات حول هذه الابعاد. و تم عرض أهم نتائج دراسة تقييم سلسلة القيمة الغذائية المراعية للتغذية التي قامت بها منظمة الفاو بمشاركة مركز الزبير في بداية هذا العام.
وخلال هذا الحوار أفادت سعادة نورة أورابح حداد، ممثلة منظمة الفاو في السلطنة: “تواجه النظم الغذائية الحالية في العالم تحديات متزايدة تعيق عملية توفير أغذية آمنة ومتنوعة ومغذية وبأسعار معقولة وكافية للجميع. وهذا الأمر يتطلب تحويل النظم الغذائية الحالية، من خلال مشاركة قوية وتعاونا وثيقا منقبل جميع أصحاب المصلحة.
وأضافت سعادتها :”ويعتبر هذا الحوار فرصة لجميع الجهات و خاصة ممثلي صغار المزارعين و الموسسات الصغيرة و المتوسطة لتوصيل أصواتهم و مساهمتهم في وضع سياسات وبرامج استثمار سليمة “
فيما أكدّت وزارة الثروة الزراعية و السمكية و موارد المياه و وزارة الصحة على أهمية وضع سياسات مناسبة مراعية للتغذية و الصحة بمشاركة كل الاطراف بشفافية.
واستعرضت مسؤولة التغذية في منظمة الأغذية والزراعة الدكتورة فاطمة هاشم بعض الحلول لتحويل النظم الغذائية و أفادت: “أن هناك ثلاثة مسارات رئيسية لسلاسل التوريد يمكن من خلالها تحسين النظم الغذائية و التغذية ،وكما يمكن العمل على تحسين البيئة التغذوية من خلال : (1) زيادة استهلاك الأطعمة المغذية ؛ (2) تقليل استهلاك الأطعمة الأقل تغذية ؛ و (3) زيادة الدخل الذي يمكّن المستهلكين من شراء المزيد من الأطعمة المغذية.
وأكدّ جميع المشاركين على أهمية دور المؤسسات الأكاديمية والبحثية في توليد المعرفة وصنع السياسات المبنية على الأدلة في النظم الغذائية, بالاضافة الى دور القطاع الخاص في تعزيز القيمة الغذائية للمنتجات والتوجه إلى منتجات محلية ذات قيمة غذائية وصحية.
واتفق الحضورعلى الحاجة الماسة لتعزيز قدرات صغار المزارعين و المؤسسات الصغيرة و تمكينهم لتوفير أغذية متنوعة ذو قيمة تغذوية عالية و تغطية الطلب المحلي.
من جانبه قال علي شاكر مستشار بمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة : تنظيم هذا الحوار بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وصغار المزارعين وإيجاد الفرص وتحديد التحديات في جميع مراحل السلسلة الامدادية والإنتاج، تعتبر نقلة نوعية لهذا القطاع الحيوي والمهم، والذي يتماشى مع التوجه الوطني للسلطنة من منظور رفع مستوى الامن الغذائي واستدامتها. ونتمنى العمل مع جميع المعنيين المشاركين في هذا الحوار، لمتابعة وتنفيذ التوصيات التي اطرحت في هذه الدراسة والحوار، من اجل تمكين وتفعيل دور تلك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هذه السلاسل التغذوية الصحية. ونتمنى مواصلة خططنا وشراكتنا الناجحة مع الفاو في البرامج القادمة باذن الله.
وفي الختام، ابرز هذا الحوار الفرص الواعدة و ساهمت الجلسات في تحديد الأهداف والرؤى من أجل إيجاد نظم غذائية مستدامة. و تم الإتفاق مع الجهات الحكومية والشركات الصغيرة والمتوسطة والمزارعين والأكاديميين على إيجاد برنامج شامل يراعي كافة الجوانب المتعلقة بالنظام الغذائي المستدام.