التاريخ: أكتوبر 30, 2018
اختتمت بنجاح مجموعة من المؤسسات والمبادرات الداعمة لريادة الأعمال وقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة رحلتها في الاطلاع على التجربة الهولندية في تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، حيث قام بتنظيم الرحلة مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة بالتعاون مع السفارة الهولندية بمسقط ومركز إيراسموس لريادة الأعمال في هولندا، وقد استهدفت الزيارة توفير الفرصة للمشاركين من المؤسسات والمبادرات الالتقاء عن قرب مع نظرائهم الهولنديين من أجل مناقشة أفضل الممارسات وأحدث الأساليب في إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز التعاون المحلي والدولي والمشاركة في تنمية ريادة الأعمال، وزيادة إثراء الدعم المقدم للشركات الصغيرة والمتوسطة العمانية وطرقه المتنوعة، وفتح قنوات تطوير الأعمال مع نظرائهم خارج السلطنة من أجل تحقيق المسؤولية المجتمعية في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالسلطنة.
وعلى مدى أربعة أيام ومن خلال برنامج أعده مركز الزبير للمؤسسات والصغيرة ومركز إراسموس الهولندي لريادة الأعمال بالتعاون مع سفارة مملكة هولندا بالسلطنة للاطلاع على نظام دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بهولندا، قام ممثلو المؤسسات والمبادرات العمانية الداعمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المشاركين في هذه الرحلة المعرفية الاقتصادية بالاطلاع على بيئة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هولندا، وألقوا نظرة عامة على البنية الأساسية لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكيفية توفير آليات الدعم للنهوض بها واستمراريتها. وقد أبدى المشاركون من المؤسسات والمبادرات الداعمة لهذا القطاع حماسهم للتعرف على التجربة الهولندية وذلك من خلال ما شاركهم به نظراؤهم الهولنديون من إحصائيات عن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هولندا ونموهم في السنوات الأخيرة. وقام المشاركون بزيارة أربعة مدن هولندية هي روتردام و لاهاي وامستردام وديلفت حيث شملت الجولة زيارة مؤسسات وجهات هولندية رائدة في دعم ريادة الأعمال من ضمنها بورت اكس ال، ومركز إيراسموس لريادة الأعمال، وبلو سيتي، و أر دي أم روتردام، وأر دي أم ماكر سبيس، وبي أمستردام، بالإضافة الى زيارة خاصة الى Dutch Enterprise Agency، وهي الجهة الحكومية المعنية بتنمية ريادة الأعمال ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة محليا وعالميا.
وقد أبدى المشاركون انطباعهم الجيد من القيم التي يتمتع بها الاقتصاد الهولندي، حيث تحتل هولندا المرتبة الثانية في مؤشر الابتكار العالمي، وهي واحدة من الدول ذات المستوى العالي من حيث الدعم الذي تقدمه لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال التعليم والمبادرات العملية على أرض الواقع. يعود نجاح نظام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الهولندي جزئياً إلى المستوى العالي من المنظومة التعاونية لدى جميع المؤسسات الداعمة للقطاع. ومن هذه العناصر التي كانت في صميم الجولة – ينظر إليها على أنها فرصة لتبادل الأفكار التي يمكن أن يستفيد منها المشاركون من الجانب العماني، وتمكنهم من تطوير أفكار جديدة لدعم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة. إلا أن من أهم المعلومات التي أشارت إليها الإحصائيات المعروضة هي أن نسبة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي ٩٩٪ من مجموع الشركات في هولندا. غير أنه من المهم التنويه إلى أن مملكة هولندا تستخدم تعريف منظمة OECD لتحديد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأشارت سعادة السفيرة لايتيتيا فان آس سفيرة مملكة هولندا بالسلطنة: بأننا سعداء بالقيام بهذا الدور في جمع ممثلين عن جهات دعم ريادة الأعمال في البلدين الصديقين، ومن خلال مثل هذه المبادرات نسعى الى تعزيز وتوسيع العلاقات وخصوصا في مجال دعم ريادة الأعمال بشكل خاص والعلاقات الاقتصادية بين البلدين بشكل عام. وقالت: نشكر شركاءنا في هذه المبادرة ممثلين بمركز إيراسموس لريادة الأعمال في هولندا ومن السلطنة مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على بذلهم الكثير من الجهد لإنجاح هذه الزيارة، ولقد أظهرت الجهات المشاركة إلتزاما طوال مدة البرنامج وتبادلا للخبرات المتعلقة بدعم ريادة الأعمال، ونحن على ثقة من أن هذا التعاون في مجال دعم ريادة الأعمال مع السلطنة سوف يستمر.
وحول البرنامج قال مارتن لوكسمبورغ الرئيس التنفيذي لمركز إيراسموس لريادة الأعمال في هولندا: “تنظيم هذه الجولة يأتي كأحد نتائج العلاقة الطيبة بين السلطنة وهولندا، حيث قمنا خلال العامين الماضيين بالعمل مع السفارة الهولندية في مسقط ومركز الزبير للمؤسسات الصغيرة في مجال دعم ريادة الأعمال في السلطنة، ونحن سعداء بالشراكة معهم في تنظيم هذا البرنامج. وأشار بأن هذه الزيارة تهدف الى إعطاء المؤسسات والمبادرات الداعمة لقطاع ريادة الأعمال في السلطنة نظرة شمولية حول بئية ريادة الأعمال الهولندية بالاضافة الى التطلاع علا التجربة العمانية في هذا الصدد والاستفادة من المشاركين وخبراتهم”.
ومن جانبها قالت لينا الحصين، رئيسة قسم الإتصال والمسؤولية المجتمعية في مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة: “إن تصميم البرنامج جاء بهدف تحقيق الإستفادة القصوى من المعرفة والخبرات المطروحة والنظر في كيفية تطبيقها في السلطنة بحسب ما يتلائم مع المحتوى المحلي. لقد كان البرناج غنيا بالعديد من الزيارات للمؤسسات الهولندية الداعمة لريادة الأعمال وعدد من المشاريع الناشئة المستفيدة. وخلال اربعة أيام تمكنا من زيارة مدن رئيسية في دعم ريادة الأعمال وهي روتردام ودلفت ولاهاي وامستردام حيث التقينا بالعديد من المختصين الهولنديين في مجال ريادة الأعمال والجهات الداعمة بما فيها مركز ايراسموس للريادة و Blue City، RDM Rotterdam، RDM Makerspace، Yes!Delft، B.Amsterdam. إضافة الى زيارة للجهات الحكومية المختصة في مجال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتنمية ريادة الأعمال سواء على الصعيد الداخلي او الدولي.”
وآضافت: “كما تم تنظيم العديد من الجلسات مع المختصين بريادة الأعمال في هولندا حيث تم مناقشة افضل السبل للإستفادة من تلك التجارب لتحسين بيئة العمل الجاذبة لريادة الأعمال وتقديم افضل الخدمات لدعم المشاريع الناشئة والصغيرة و المتوسطة في السلطنة”. وقالت “أشكر سفارة ممكلة هولندا على جهودهم في إنجاح هذه الزيارة والشكر موصول الى مركز ايراسموس لريادة الأعمال لتنفيذهم المتميز لهذا البرنامج حيث استطاعوا وخلال فترة قصيرة من أستعراض التجربة الهولندية بشكل شمولي وتبادل الاراء والخبرات في كل ما يتعلق بكيفية دعم ريادة الأعمال. ولقد أستطاع البرنامج من تحقيق الاستفادة للمؤسسسات والمبادرات الداعمة لقطاع ريادة الأعمال والتي أعربت سعادتها بهذه التجربة”.
قال عبدالله الجفيلي، المدير العام لشراكة: “كانت هذه الزيارة مميزة بداية لأنها ضمت مجموعة من المؤسسات الداعمة للريادة من البلدين فكانت فرصة لنا أن نلتقي ونتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال. ومن ناحية أخرى لاحظنا الكثير من التشابه ما بين المنظومة العمانية والمنظومة الهولندية، قد يكونوا قد سبقونا ببعض الخطوات في بعض المجالات لكن أيضا هنالك العديد من النواحي المتشابهة من حيث الخدمات المقدمة. المنظومة الهولندية تشمل عدد كبير من المؤسسات الداعمة تقارب ال400 جهة ولمسنا التفاعلية والتكاملية ما بين العديد منهم”. وأضاف: “أكثر شيء لمسني في هذه الرحلة وأرغب السعي له هو زيادة التفاعل والعمل المشترك ما بين الجهات الداعمة في السلطنة، وتبادل الخبرة داخليا مع بعضنا البعض وتحقيق المزيد من التجانس والتكامل في العمل. كما لفت انتباهي جانب الابتكار في كل مستويات الدعم والتركيز الواضح على تشجيعه وتنميته ونطمح أن نعمل أكثر في هذا الصدد في السلطنة وتحقيق المزيد من التنافسية ليس فقط محليا بل اقليميا وعالميا في المستقبل القريب انشاء الله”.
وقالت فتحية الحكمانية، مديرة الحاضنات ومراكز الأعمال في الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة)، “أحد أهم الأهداف لمشاركتنا في هذا البرنامج هو البحث عن جوانب يمكن التعاون فيها ما بين البلدين في مجال تنمية ريادة الأعمال، كون مملكة هولندا رائدة في مجال التعاون الإقتصادي مع دول العالم الأخرى وتنوع البرامج الموجودة لديها لدعم ريادة الأعمال والابتكار على الرغم من صغر حجمها، حيث تجاوز عدد الجهات الداعمة فيها ال 400 جهة، إضافة الى تنوع الحاضنات الموجودة لديهم مثل الحاضنات التخصصية ومساحات الصُنّاع ومساحات العمل المشتركة. والتجربة الهولندية مثرية أيضا لرواد الأعمال في السلطنة حيث اتطلعنا على عدة أمذجة من المشاريع الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ونشجع على الفرص للتعاون ما بين رواد الأعمال من كلا البلدين في هذا الصدد”. وأضافت، “نأمل ان يستمر التواصل مع المؤسسات الهولندية التي زرناها لتكثيف الاستفادة من التجربة الهولندية في مجال تنمية ودعم ريادة الأعمال”.
وقالت ملكي الهاشمي، مديرة دائرة التسويق في المركز الوطني للأعمال: “أود بداية أن أشكر القائمين والمنظمين لهذا البرنامج. بالفعل فقد كانت تجربة فريدة ومميزة تجربة الاطلاع على منظومة ريادة الأعمال في هولندا. تعلمنا الكثير وزرنا مجموعة من المؤسسات الداعمة لريادة الأعمال واطلعت على تجاربهم عن كثب وعن قرب ورأينا التكاملية ما بين هذه المؤسسات والفائدة التي لمسها رواد الأعمال في هولندا. وأتمنى أن ننقل هذه المعرفة وهذه التكاملية ما بين رواد الأعمال والمؤسسات الداعمة الى السلطنة ”
وقالت خولة الحارثية، المدير التنفيذي لإنجاز عمان: “علينا أن نخلق بيئة تكاملية تشجع على الإبتكار ويمكن من خلالها أن تنشأ مشاريع يكون لها تأثير على الإقتصاد الوطني العماني”.
وقد شهدت بيئة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هولندا ارتفاعًا قويًا في ريادة الأعمال على مدى العقد الماضي، وهناك الآن أكثر من 1.3 مليون شركة صغيرة ومتوسطة ما يقارب ثلث الشركات الصغيرة والمتوسطة هي ما نسميه أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالسلطنة، والقسم الثالث منهم يعملون لحسابهم الخاص، إنها المجموعة الأولى التي تساهم أكثر في القدرة على الإبداع والابتكار في أنواع المشاريع الصغيرة والمتوسطة في هولندا من خلال العمل على نموذج تجاري مبتكر وقابل للتطوير.
وعلى الرغم من اختلاف طرق التعريف بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمده مملكة هولندا مقارنة بما تعتمده السلطنة إلا أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في هولندا تشكل ما يقارب 50٪ من اجمالي الناتج المحلي للمملكة وما يقارب 8٠٪ من إجمالي التوظيف في هولندا، وهناك نسبة كبيرة من الشركات الصغيرة التي تصنف شركات سريعة النمو ذات إسهام خاص بشكل خاص في النمو الاقتصادي وخلق الوظائف، وقد غادر المشاركون هولندا وهم يشعرون مطمئنون إلى الخطوات التقدمية التي اجتازتها السلطنة في مجال ريادة الأعمال ويشعرون بالمسؤولية والحماس إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والاستفادة من التجربة الهولندية في هذا القطاع ومواءمة ما يمكن تطبيقه هنا لدينا بالسلطنة.