رنيم جعلان للتجارة | 2015
ربما يكون مجال العمل الذي اختارته نجلاء بنت بلال الشكيلية ليس جديداً أو فريداً من نوعه، إلا أن استراتيجية التسويق والمبيعات هي التي أهلت المشروع للفوز بعضوية برنامج الدعم المباشر لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة.
بدأت نجلاء عملها في التجارة عبر تصنيع العطور والبخور وبيعهم إلى جانب الملابس الجاهزة والأحذية والكماليات للذكور والإناث في ولايتها جعلان بني بو حسن قبل سنوات. وكان الدافع إلى ذلك طموحها الكبير في تأسيس مشروعها الخاص الذي يمنحها الاستقلالية الاقتصادية والإدارية، وخاصة بعد أن عملت خمسة أعوام في متجر للتجزئة اكتسبت خلالها خبرة جيدة ودراية أوسع في احتياجات السوق. مشروع الشكيلية (رنيم جعلان للتجارة) واجه تحديات كثيرة ومر بمراحل صعبة، إلا أن إصرارها الكبير على النجاح والتزامها بمبادئه ساعد المشروع على الاستمرار. ومن أهم عوامل ذلك النجاح هو انضمام صاحبته إلى مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة الذي ساعدها على تنظيم العمل ووضع خطة للنمو والتوسع ضمن إطار الولاية وما حولها، فضلاً عن بناء هوية تجارية عصرية تحت مسمى (رنيم جعلان للتجارة) ترافقت مع خطة تسويقية متكاملة للوصول إلى شرائح أوسع من العملاء.
ولقد كان مفهوم الأثر الاجتماعي للمشاريع الصغيرة الذي يتبناه مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة كلمة السر في اختيار نجلاء للانضمام لبرنامج الدعم المباشر وتلقي المنحة المالية له، حيث اعتمدت نجلاء في تصنيع منتجاتها وبيعها على مجموعة من نساء الولاية اللواتي يعملن من منازلهن، فارتبطت بعلاقة تجارية مع أكثر من خمسة عشر امرأة من ربات البيوت اللواتي عملن لديها في تصنيع العطور والبخور، فضلاً عن تسويق منتجات المشروع من الملابس الجاهزة والأحذية وغيرها ضمن المحيط الاجتماعي لكل واحدة منهن، وبالطبع مقابل نسبة معينة من المبيعات. هذه الاستراتيجية المتقدمة منحت نجلاء أكثر من 15 مندوبة تسويق دفعة واحدة، فضلاً عن توفيرها لدخل إضافي لأسر تلك النساء.
لقد كان هذا الأسلوب في العمل يتطلب جهداً مضاعف من النواحي الإدارية والمالية واللوجستية، وهذا ما كان يشكل نقطة ضعف لدى الشكيلية قبل انضمامها للمركز، حيث عمل الأخر على تنظيم الهيكل الإداري للمشروع بحيث يمكن لصاحبته الإشراف عليه بشكل تام، كما ساعدها في توسعة العمل لتلبية الطلب المتزايد من السوق بعد تدشين الهوية التجارية الجديدة، حيث قامت نجلاء بمساعدة المركز على توسعة فرعها الرئيسي في الولاية إلى ما يقارب الضعف، فضلاً عن افتتاح فرع جديد سيدخل حيز التشغيل أوائل عام 2016.
مشروع (رنيم جعلان للتجارة) يقف اليوم على أرضية متينة تسمح لصاحبته بالتفكير في المستقبل بشكل أكثر وضوحاً تقول نجلاء: “في البداية كنت أتأمل أن أستطيع الاستمرار في المشروع وعدم الفشل وإغلاق المحل. اليوم أنظر للمستقبل بإيجابية وأخطط للتوسع في عدد من الولايات بعد تغطية السوق في جعلان بني بو حسن، وربما لاحقاً أصل إلى أسواق إقليمية أخرى على مستوى دول الخليج العربي. ليس لطموحي حدود وأعتقد أنني قادرة اليوم على اتخاذ خطوات مدروسة أكثر جرأة من ذي قبل. لقد استفدت خلال الفترة التي تدربت فيها في مركز الزبير وأصبحت أكثر معرفة بشؤون التخطيط الاستراتيجي المستقبلي للعمل التجاري. لست على عجلة من أمري ولكني أريد تطوير المشروع شيئاً فشيئاً ليكون علامة تجارية قادرة على منافسة أكثر العلامات في أسواق المنطقة.”
نجلاء بنت بلال الشكيلية نموذج آخر للمرأة العمانية القادرة على إثبات حضورها في عالم ريادة الأعمال. نجلاء اليوم قدوة للكثيرات من اللواتي ما زلن يترددن في اقتحام عالم الأعمال وإثبات أنفسهن كرائدات أعمال قادرات على المنافسة والنجاح. تضيف الشكيلية: “تسألني الكثيرات من نساء الولاية عن العمل وإدارته وتطويره، أعتقد أنني شجعت الكثير منهن على البدء بمشاريعهن الخاصة بعد أن لمسوا بأنفسهن نجاحي في (رنيم جعلان للتجارة). لقد انعكس ذلك على تعزيز وضعي الاجتماعي في الولاية، وهذا ما يسعدني أكثر ويحفزني على بذل المزيد من الجهود لتطوير المشروع لمستويات أكثر تقدماً”.