إعمار الخليج | 2016
اعتاد خريجو الجامعات والكليات البحث عن فرص العمل المتاحة في القطاعين العام والخاص، وقد ينتظرون سنوات حتى يحصلوا على الوظيفة التي ترضي طموحهم أو تلبي متطلباتهم. عبدالله بن علي الملا اختار طريق آخر تماماً .فقد فضّل أن يكون رائد أعمال على أن يعمل في وظيفة ثابتة تدر عليه راتب شهرياً، ولذلك وفور تخرجه من الكلية حاملاً شهادة البكالوريوس أطلق مؤسسته الخاصة إعمار الخليج”. يقول عبدالله الملا متحدثاً عن مشروعه التجاري: “بعد أن بدأت دراستي الجامعية في الكلية الدولية للهندسة والإدارة, تخصص هندسة صحة وسلامة البيئة، شعرت بارتباط شديد بهذا المجال، فبدأت اقرأ أكثر عنه، هذه القراءات زادت من شغفي أكثر بمجال الأمن والسلامة كما أصبحت أكثر يقين بأنني اخترت التخصص الذي سيحقق طموحاتي المستقبلية بدخول عالم الأعمال”.
درس عبدالله احتياجات السوق المحلي لهذا النشاط التجاري ورأى أن هناك فرصا استثمارية جيدة في هذا المجال مما شجعه على تأسيس مشروعه الخاص مستفيداً من دراسته الأكاديمية ومتحدياً كافة الصعوبات التي قد تواجهه مستقبلاً. وحول ذلك يقول: “قرار إطلاق مؤسسة تجارية لا يبدو صعب ولكنه في نفس الوقت يتطلب توفر العديد من العوامل لضمان نجاح المشروع. لذلك عندما قمت بدراسة للسوق المقبل عليه وجدت أن فرص النجاح المتاحة أمامي عديدة ولكنها ليست سهلة المنال، فأنا ورغم دراستي الأكاديمية وقراءاتي الكثيرة حول مجال الأمن والسلامة والحماية من الحرائق إلا أنني كنت بحاجة الى الخبرة الإدارية، كما أن المنافسة الكبيرة تحتاج لشخص يمتلك النفس الطويل والخبرة والإلمام بأمور أخرى كالتسويق والترويج، هذا طبعاً بالإضافة إلى توفر رأس المال. ولكن مع الإصرار والعزيمة على تحقيق طموحي بامتلاك مؤسستي الخاصة بدأت خطواتي الأولى في عالم الأعمال”.
انطلق مشروع “إعمار الخليج” في عام 2012 مركزاً على جميع الأنشطة ذات العلاقة بمكافحة الحرائق والحماية منها، فضلاً عن توفر معدات الأمن والسلامة للمباني ومواقع العمل. بدأت أعمال المؤسسة بوجود موظف واحد فقط إلى جانب عبدالله الملا، وفي ظرف 5 سنوات فقط وصل عدد الموظفين إلى 50 موظف ،ً بنسبة تعمين تصل الى 35 %، في إشارة واضحة إلى تطور المشروع ونموه بسرعة كبيرة.
عن هذا النمو يتحدث الملا قائلاً:”عندما أطلقنا مشروعنا كنا ندرك حاجة السوق لمثل هذه المشاريع المتخصصة، ولكننا كنا ندرك أيضآ صعوبة المنافسة في سوق مفتوح ومع وجود شركات كبيرة تنافس في نفس المجال، لذلك كان علينا دراسة السوق جيداً وتحديد ما يحتاجه العملاء بدقة شديدة، فضلاً عن تركيزنا على مايميزنا عن باقي المنافسين وإيصال ذلك للعملاء بكل وضوح بإيجاد قيمة مضافة، وأهم رسالة وجهناها للعملاء في البداية هي أننا الشركة الوحيدة التي تدار من قبل إدارة عمانية متخصصة ومؤهلة أكاديميا في هذا المجال، لأن الأنشطة المتخصصة تحتاج إلى كفاءات متخصصة أيضاً هذه الرسالة ساهمت في تفضيل مؤسستنا لدى المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والأفراد مما انعكس إيجاباً على تطور أداء المؤسسة “.
في أواخر 2015 التحق عبدالله الملا بمركز الزببر للمؤسسات الصغيرة ليصبح أحد أعضائه المتميزين… يقول الملا: “تطوَّر عمل المؤسسة بوتيرة جيدة مما جعلنا نشعر بالحاجة إلى مساعدة جهة رائدة في تقديم الاستشارات والنصح والتوجيه إلى المؤسسات الناشئة لضمان استدامة المشروع على نفس الدرجة من النمو والجودة التي تميزنا بها خلال فترة قصيرة، ولهذا توجهت إلى مركز الزبير للتسجيل كعضو في المركز. الاستفادة التي حصلنا عليها من المركز كانت متنوعة وعديدة مثل الحصول على الاستشارات القيمة وحضور ورش عمل لتطوير أداء المؤسسات الصغيرة، والالتقاء بالأعضاء الآخرين والاستفادة من خبراتهم ونقاشاتهم، إلى جانب دراسة فرص التعاون فيما بين أعضاء المركز أنفسهم”.
في 2016 تقدم عبدالله الملا للمنافسة على عضوية برنامج الدعم المباشر، ولتميز مشروعه وجديته كرائد أعمال باحث عن النجاح ومثابرته على التطور، اختاره المركز ليكون أحد الفائزين بعضوية البرنامج للعام نفسه. عن هذا الإنجاز يقول الملا: “فوزي بعضوية برنامج الدعم المباشر كان بمثابة النقلة النوعية لي ولمشروعي، حيث أن هذا الفوز فتح لي آفاق أخرى من النجاح، فمن حيث علاقتي بالمركز أصبح هناك فريق خاص يشرف على تطوير مشروعي، ويساعدني في إعداد خطط العمل. ومن جانب آخر حصولي على مبلغ المنحة المالية ساهم في شراء بعض المعدات والأجهزة التي كنا بحاجة إليها. ولا يزال المركز يواصل تقديم الاستشارات والتوجيهات”.
طموح عبدالله الملا ليس له حدود، فهو يضع ضمن مخططاته أن يرى مؤسسة إعمار الخليج وهي تقدم خدماتها إلى مجموعة من الأسواق في خارج السلطنة: “طموحنا كبير جداً فنحن ننظر بعيداً، لدينا أمنيات للسنوات القريبة كأن تصبح مؤسسة إعمار الخليج ضمن أفضل خمس شركات عمانية تعمل في هذا المجال بحلول العام 2020. كذلك نسعى في الأعوام المقبلة لافتتاح مصنع خاص بالمؤسسة لإنتاج أجهزة ومعدات الأمن والإطفاء والسلامة وكل ما يتعلق بهذا المجال. افتتاح هذا المصنع سينقلنا إلى مرحلة التصدير إلى الخارج و تقديم خدماتنا في الأسواق الخارجية”، في إشارة الى أنه خلال فترة بسيطة سوف يتم الإعلان عن تدشين الهوية المؤسسية الجديدة والتي من المؤمل أن تعزز من مسيرة العمل بالشكل الجديد والذي يوائم النمو المؤسسي.
يتخذ عبدالله الملا من ثقة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم – حفظه الله ورعاه – في مقدرة الشباب العماني على المساهمة في نمو الاقتصاد الوطني نبراس له للمضي قدماً بمؤسسته من نجاح إلى آخر ومن تطور إلى أفضل.. يقول مؤسس مشروع إعمار الخليج: “إن الرؤية الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة للشباب العماني وثقته الكبيرة فيهم لهي نبراس ينور لنا الطريق ويدفعنا دوماً لإثبات أننا أهل لتلك الثقة. وفي المقابل نجد أن توجيهات جلالته دائماً ما تؤكد على تقديم الدعم للشباب العماني وللمؤسسات الناشئة حتى يكون لهم دور أكبر في نمو الاقتصاد الوطني لبلادنا العزيزة، وأنا هنا أود أن أشكر مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على دعمهم اللا محدود لهذا القطاع ولي شخصياً، وأتمنى من الشركات الكبرى في السلطنة أن تحذو حذوهم فشباب عمان يستحق الدعم والمساندة فهم مستقبل عمان”.