شاركنا
×

عائشة بنت علوي بن حفيظ باعبود

مركز الأيادي البيضاء للتقنيات المساعدة والتأهيل | 2015

هذه القصة تثبت مجدداً أن التحديات التي نواجهها في الحياة قد تكون مخاض حقيقي لنا، نخرج فيه من رحم المعاناة نحو آفاق واسعة من النجاح. عائشة بنت علوي باعبود أم لطفل أرادت الحكمة الإلهية أن يكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، تقبلت عائشة هذه المشيئة الإلهية برضى وانطلقت باحثة عن المصادر التي يمكن أن توفر الخدمات التي تحتاجها لرعاية صغيرها. من هنا بدأت رحلة التحديات مع عدم توافرالخدمات التي تحتاجها الحالة الصحية الخاصة لابنها محلياً واضطرارها الى السفر معه إلى الخارج لفترات طويلة شاقة من العلاج والتأهيل مسخرة كل ما أوتيت من إمكانيات وتصميم لمنح ابنها فرصة لحياة أفضل. خلال هذه الفترة التقت عائشة بالعديد من الأسر التي لديها حالات مرضية مشابهة ولا تجد الخدمات التي تحتاجها وهنا ولدت فكرة (مركز الأيادي البيضاء للتقنيات المساعدة والتأهيل)، كنموذج لمؤسسة ريادة اجتماعية متميزة.

تقول باعبود: “لا يمكن أن يشعر بحاجة هؤلاء إلا من خاض هذه التجربة بنفسه، فالذي يتوافر في السوق من خدمات سواء حكومية أو خاصة لا يغطي الاحتياجات الحقيقية والشاملة للمرضى وأسرهم، كما أن التدريب الذي يجب أن تتلقاه أسرة المريض شبه معدوم، ومن هنا فكرت بافتتاح مركز متخصص لتوفر هذه الخدمات على أن يكون مشروعي الخاص الذي نذرت نفسي لإتمامه.”

خبرة عائشة باعبود في عالم الأعمال شبه معدومة، إلا أن إصرارها على النجاح كان كافي لها لتتجاوز التحديات والعقبات التي تقف في طريقها. وقد شكلت زيارتها لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة منعطف كبيراً في مسيرتها، حيث أن فكرتها للأعمال تنسجم تماماً مع توجهات المركز للدمج بن ريادة الأعمال والتأثير المجتمعي لها وفق لمفهوم الريادة المجتمعية والذي يتمحور حول تصميم مشاريع تلبي احتياجات مجتمعية من خلال نماذج عمل اقتصادية، تكفل للتأثير المجتمعي لهذه المشاريع الاستدامة والاتساع. انضمت عائشة لعضوية المركز وتم اختيارها لبرنامج الدعم المباشر بكل ما يوفره من توجيه وتمكن ودعم لمشروعها.

ومن خلال منحة البرنامج تمكنت عائشة من تطوير مركزها الذي يُعد الوحيد في السلطنة الذي يقدم خدمات فحص وتشخيص وعلاج المصابين بمتلازمة إيرلن وهي الحساسية الضوئية التي تصيب 12 % من سكان العالم. كما يقدم خدمات التأهيل والرعاية لذوي الإعاقات المختلفة ومنهم من يعانون من إضطراب التوحد.

(مركز الأيادي البيضاء) اليوم يقدم حلولاً شاملة على صعيد التأهيل والتدريب، فضلاً عن بيع الأجهزة والأدوات والمعينات التي تحتاجها أسر ذوي الإعاقة، إضافة إلى تقديم برامج خاصة لأولياء الأمور لتدريبهم على كيفية التعامل مع الحالة المرضية والاعتناء بها ومساعدتها على التطور، كما يقدم المركز استشارات خاصة حول تخطيط المباني لتكون صديقة لذوي الإعاقة.

تقول عائشة: “استطعت بمساعدة مركز الزبير أن أطور في نموذج العمل وأضع خطة عمل متكاملة للسنوات الأولى للمشروع بالإضافة الى التخطيط التسويقي اللازم. أحلم حالياً أن أصل بخدماتي إلى كافة ولايات السلطنة لأقدم المساعدة لمن يحتاجها في كافة ربوع عُمان الغالية. حيث أنني أعي تمام حجم المعاناة التي تمر بها أسر المعاقين وأسعى قدر استطاعتي على مساعدتهم لتجاوز المرحلة الصعبة والتعامل مع الحالة المرضية بالأسلوب الأمثل”. ويعمل (مركز الأيادي البيضاء) ضمن إطار يدمج العمل الاجتماعي ببعده الاقتصادي ليكون قادراً على الاستمرار والنمو والاستدامة، وهذا ما يسعى إليه مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة الذي يشجع أعضاؤه دوماً ويعلمهم أن النجاح الحقيقي لريادة الأعمال يبلغ ذروته عند تحقيق المنفعة المجتمعية.