شاركنا
×

سلطان بن سالم بن راشد الشايعي

الديوان للتمور

متى ما وُجد التخطيط السليم واتضحت الأهداف سهُل تحقيقها، ومع الإرادة والعزيمة تتجاوز الصعوبات وتنتصر على التحديات، فليس بالضرورة أن تكون صيادًا حتى تمتهن مهنة بيع الأسماك أو الكسب من خيرات البحر، وليس شرطًا أن تكون مزارعًا حتى تستفيد من الفرص المتاحة في قطاع الزراعة. من هذه الحقائق والبديهيات انطلقت فكرة مشروع “الديوان للتمور” لصاحبه سلطان بن سالم بن راشد الشايعي وهو من سكان ولاية نزوى بمحافظة الداخلية.

 في العام 2014 افتتح سلطان وبالشراكة مع أخوته معملاً لتصنيع التمور، وفي العام 2017 استقل سلطان عن اخوته ليمتلك مشروعه الخاص، ويعمل على تطويره بشكل جذري عبر التركيز على أساسيات نجاح المشاريع. يقول سلطان الشايعي متحدثًا عن مشروعه: “في الحقيقة نحن لا نمتلك مزارعًا ولكننا كأغلب العمانيين نعشق النخلة وثمارها، ولإدراكنا بأن النسبة الأكبر من بيوت العمانيين لا تخلو من مختلف أنواع التمور، ارتأينا أنا وإخوتي أنه من واجبنا المساهمة في توفير التمور العمانية بمواصفات ذات جودة عالية، ومن هنا كان قرارنا بافتتاح معمل للتمور ومحل لبيعها. اعتمدنا طريقتين في عملنا أولهما شراء التمور من المزارعين في نزوى والولايات المجاورة، والقيام بتنقيتها وتصفيتها وتغليفها وإعادة تسويقها للزبائن بطريقة جذابة، والطريقة الثانية هي استلام التمور من أصحابها والعمل على تصفيتها وتنقيتها وتغليفها وإعادتها لهم مقابل مبلغ معين نتفق عليه”.

بعد أن استقل سلطان بمشروعه الخاص واصل تقديم نفس الخدمات ولكن بطموح أكبر ورؤى تطويرية مختلفة. ولهذا السبب صار يبحث عن الجهات التي قد تدعمه بالاستشارات والتوجيه، وصادف أن قرأ في الصحف إعلانًا عن برنامج الدعم المباشر الذي يخصصه مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة لتقديم الدعم المادي والفني لأصحاب المشاريع الصغيرة، فتوجه سلطان إلى المركز للتسجيل كعضو من أعضائه الباحثين عن نجاح وتطوير مشاريعهم، وفي ذات الوقت سجل للمنافسة على عضوية برنامج الدعم المباشر، وتم لاحقًا بالفعل اختياره لعضوية البرنامج للعام 2017.

“كنت أدرك أن مشروعي له فرصة كبيرة للنجاح، ولكنني بكل صراحة لم أتمكن من إدارته ماليًا بالطريقة الصحيحة لأنني لم أكن أتعامل بعقلية فصل رأسمال المشروع وأرباحه عن مالي الخاص وأنه يجب أن تبقى أموال المشروع لتنميته وتطويره. كما كان ينقصني مهارات التسويق، وهو ما جعلني أفضل العمل بطريقة استلام التمور من أصحابها والقيام بتنظيفها وتنقيتها وتغليفها وتسليمهم إياها مرة أخرى، بينما قللت عملية شراء التمور وإعادة بيعها لضعف عنصر التسويق لدي. ولكن بعد تسجيلي في عضوية مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وانضمامي لعضوية برنامج الدعم المباشر، تعلمت الأسس السليمة لإدارة المشروع. كما ارتأى المركز تصميم وإطلاق هوية تجارية جديدة للمشروع (الديوان للتمور)”.

يعمل في مشروع الديوان للتمور حاليًا عدد بسيط من الموظفين بشكل ثابت، إضافة إلى مجموعة من النساء العمانيات اللواتي يعملن بالقطعة وحسب حجم الطلب، ونباشر العمل من موقعنا الخاص بتصنيع التمور والمعتمد الومصرح له من الجهات الحكومية المعنية. وفي الجانب الآخر يواجه المشروع بعض التحديات كالمنافسة من قبل التمور المستوردة من والتى تحظى بطلب كبير من الزبائن أفرادًا وشركات.  

يقول سلطان: “المنافسة موجودة بشدة وخاصة من التمور المستوردة من دول الجوار، ولكننا نعمل بمساعدة مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على تطوير منتجاتنا وإدخال أفكار جديدة عليها، ولدينا الآن تمور بالمكسرات، كما نعمل على تجديد عملية التغليف وذلك بتوضيح تاريخ صلاحية المنتج، ومكوناته على المغلف وذلك حتى تتمتع منتوجاتنا بضمان الالتزام بمواصفات ومعايير الجودة المتعارف عليها عالميًا. ونتصور أن هذه العملية ستساعدنا في زيادة الثقة في منتجاتنا وتسويقها محليًا وخارجيًا بشكل كبير. وإلى جانب تطوير المنتجات حصلنا على الدعم المادي من مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة لافتتاح اول فروعنا إضافة لمعمل التمور كمنفذ رئيسي للمشروع، حيث تم افتتاح الفرع على الشارع الرئيسي المؤدي الى سوق نزوى ويقابل قلعة نزوى التاريخية مباشرة كما تم افتتاح اول فرع لنا في ولاية بركاء”.

ومع افتتاح الفروع بالهوية الجديدة، تكبر طموحات سلطان الشايعي ليبدأ التفكير في خطط التوسع المستقبلي والتي تشمل العمل على التكامل مع معامل التمور الموجودة في الولاية عبر تأسيس شركة مقفلة تعمل على تأسيس مصنع لإنتاج التمور، حيث أن إيجاد مصنع لإنتاج التمور العمانية سيساهم في تطوير الصناعة ومضاعفة قدرتها على المنافسة في السوقين المحلي والخارجي، كما سيخلق عدد وظائف أكبر للعمانيين.

وتوجه سلطان بالشكر لمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة قائلًا: “أود أن أشكر القائمين على مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على الدعم اللامحدود الذي يقدمونه لأصحاب المشاريع الصغيرة، فمساهماتهم الكبيرة في تطوير هذه المشاريع واضحة للعيان، ولا يقتصر دعمهم على أعضاء برنامج الدعم المباشر، بل يشمل جميع أعضاء المركز، وهنا أود توجيه الدعوة لأصحاب المشاريع الصغيرة للانتساب إلى المركز والاستفادة من خدمات الاستشارية وورش العمل والملتقيات والندوات التي يقدمها المركز الذي يعتبر من أبرز الجهات الداعمة لقطاع المؤسسات الصغيرة في السلطنة”.

ويرى سلطان الشايعي –من واقع خبرة كما يقول- أن الجدية والتركيز في المشروع وعدم التشتت بين عدة مشاريع من أهم عوامل نجاح المشاريع الصغيرة، وبعد أن ينجح المشروع بإمكان رائد الأعمال البدء في مشروع جديد.