شاركنا
×

د. نادية بنت علي بن سعيد العجمية

مشروع دار الخيوط للأزياء

رغبة منها في تطوير الموهبة والهواية التي تعشقها منذ الصغر وهي تصميم الملابس النسائية كالعبايات وفساتين المناسبات بمختلف أنواعها، قررت نادية بنت علي العجمية افتتاح مشروعها الخاص في هذا المجال، على الرغم من ابتعاده تماماً عن دراستها الأكاديمية، فهي تحمل شهادة الدكتوراه في فلسفة التربية الخاصة .

نادية صاحبة مشروع دار الخيوط للأزياء الكائن في ولاية صحار تقول متحدثة عن مشروعها: “منذ كنت صغيرة كان الرسم والتصميم وبشكل خاص تصاميم الملابس النسائية من أحب الهويات إلى قلبي، وعندما كبرت نمت هذه الهواية لتصبح إحدى المواهب التي أفتخر بتميزي بها. ونظرًا لقربي من عالم الملابس النسائية ومعرفتي التامة بتزايد شغف المرأة بالتصاميم المطورة والمتميزة في آن واحد، بدأت عملية تصميم وتفصيل العبايات وملابس المناسبات من المنزل حتى اكتسبت خبرة وكونت قاعدة جيدة من الزبائن سواءً من ولاية صحار أو من ولايات السلطنة الأخرى”.

 بعد النجاح الذي حققته نادية في هذا المجال وبتشجيع من الأهل والصديقات افتتحت في العام 2012 مشروعها الخاص والذي كان عبارة عن محل لبيع وخياطة الملابس النسائية، لتنتقل من مرحلة المشروع المنزلي إلى المشروع التجاري، حيث كانت تستورد الملابس الجاهزة من الدول المجاورة بناءً على رغبة الزبائن وبأسعار في متناول الجميع. ولاقى مشروعها النجاح لأنه اعتمد على قاعدة زبائن قوية رافقتها من مشروعها المنزلي، بالاضافة الى زبائن جدد ممن يفضلوا شراء ملابسهم من سوق صحار بدلًا من تحمل عناء السفر إلى الدول الأخرى.  كما واصلت نادية ممارسة هواية تصميم العبايات وملابس المناسبات حسب الطلب. المشروع انطلق برأسمال صغير جدًا، حيث كانت نادية تعززه بشكل شهري عن طريق الادخار من راتبها الشهري.

في عام 2016 التحقت نادية بعضوية مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، وفي العام 2017 تقدمت للتنافس على عضوية برنامج الدعم المباشر، ونتيجة لتميز دراسة الجدوى التي قدمتها  ووضوح رؤية المشروع استطاعت نادية تخطي مراحل التقييم بكل اقتدار لتكون ضمن المنتسبين لعضوية البرنامج للعام 2017. ومع المركز سعت نادية لتطوير مشروعها من عدة جوانب. “بعد التحاقي بعضوية مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة وحضوري لمجموعة من اللقاءات الاستشارية وورش العمل، اكتسبت معارف جديدة في عالم التجارة، وعندما تقدمت لعضوية برنامج الدعم المباشر كنت أدرك حاجتي للدعم المادي والنوعي لضمان استمرارية المشروع بالشكل الذي أطمح إليه، ولذلك عملت باجتهاد للمنافسة على عضوية البرنامج لما يمثله من أهمية لي، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى استطعت اجتياز مراحل التقييم وتم اختياري ضمن العشرة أعضاء المنتسبين للبرنامج لأبدأ مرحلة جديدة مع المركز، مرحلة تركز على تطوير المشروع من مختلف الجوانب”.

تركز نادية العجمية حاليًا على توسعة المشروع ضمن حدود ولاية صحار مستفيدة من المنحة المالية المقدمة من برنامج الدعم المباشر. كما تعمل بشكل كبير على الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي لتوسعة قاعدة زبائنها من خارج الولاية، فهي تستلم أوامر الطلبيات من خارج صحار عن طريق هذه المواقع حيث تعرض تصاميمها، ومن ثم تقوم بتوصيل البضاعة إلى الأماكن المحددة من قبل الزبائن. وبعد انضمامها الى برنامج الدعم المباشر 2017 بدأت نادية العمل مع مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة على  تطوير الهوية التجارية لمشروعها، وإعادة تصميم ديكور المحل وكافة الملحقات التسويقية بما يتناسب مع الهوية التجارية الجديدة. تقول العجمية: “عملت مع مركز الزبير على تطوير الهوية التجارية للمشروع، وبعد حصولي على منحة برنامج الدعم المباشر عملت على توسعة المحل وشراء 4 آلات خياطة متطورة ، فضلًا عن استيراد مواد أولية جديدة من السعودية حيث تعد هذه المواد الأولى من نوعها في السلطنة، كما أعمل وبالتعاون مع المركز على تجهيز الموقع الإلكتروني الخاص بالشركة، إضافة إلى إعداد كتالوج خاص بتصاميمي”.                                                                

وتؤكد نادية العجمية أن نمو المشاريع يتطلب الصبر والإرادة والعزيمة لتجاوز كافة الصعوبات التي قد تواجهها في البداية، مشيرة إلى أنها واجهت العديد من التحديات مثل المنافسة الشديدة من العمالة الوافدة والتي تعمل كتجارة مستترة، إضافة إلى ضعف رأسمال المشروع، واعتماده على الحركة الموسمية كالأعياد والمدارس والصيف. وترى نادية أن التحديات المتعلقة بالإجراءات ومتطلبات الجهات المعنية بالسماح بممارسة المشروعات الصغيرة تعد من الصعوبات التي يجب بحثها إذا أردنا تشجيع هذه المشاريع، حيث أن رسوم التصاريح التي يتوجب دفعها من قبل المؤسسات الصغيرة تعتبر عالية نسبيًا، ويمكن استبدالها ببطاقة خاصة بهذه المشاريع تُدفع رسومها مرة واحدة وتتيح إمكانية الاستفادة من جميع الخدمات المقدمة من المؤسسات الحكومية، إضافة إلى ضرورة تسهيل الإجراءات وتبسيطها إلى الحدود الدنيا.    

تعمل نادية العجمية الآن على تأسيس مشروع جديد يختص بتصميم تجهيزات صالات الأفراح، وتخطط بالتعاون مع مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة لتنظيم عرض أزياء لتدشين مجموعتها الجديدة من الأزياء.

كما تتوجه نادية العجمية بالنصح للراغبين في افتتاح مشاريعهم الصغيرة بأن يبحثوا عن الأفكار المميزة والجديدة والابتعاد عن الأفكار المكررة، والعمل على ضمان الجودة في الخدمات والمنتجات التي يقدمونها، إضافة إلى تعلم فن التسويق فهو من أساسيات نجاح أي مشروع.